بقلم: عبدالرب السلامي
14 مايو 2025م
جاء إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب – خلال زيارته للرياض – عن اعترافه بالنظام الجديد في سوريا ورفع العقوبات المفروضة عنها، ليشكل لحظة فارقة في تاريخ المنطقة، تستحق التوقف والتأمل، خاصة لأولئك الذين لا تزال أوطانهم غارقة في أتون الصراعات والاحتراب الداخلي.
ثمة ثلاثة أسباب رئيسية دفعت ترامب، المعروف بنزعته البراغماتية، إلى اتخاذ هذا القرار:
أولاً: صعود قوة وطنية جديدة في سوريا، استطاعت بإرادتها الذاتية أن تُسقط نظام الأسد، وتفرض وجودها على الأرض بوصفها السلطة الشرعية الوحيدة دون منازع.
ثانياً: توفر دعم إقليمي فاعل، تجلى في توافق واضح بين القطب العربي (المتمثل بالسعودية) والقطب التركي، على الاعتراف بسوريا الجديدة. وقد أشار ترامب نفسه إلى هذا التنسيق، عندما أكد أن قراره جاء بعد مشاورات مع ولي العهد السعودي، واتصال مباشر مع الرئيس التركي.
ثالثاً: مصلحة أمريكية خالصة، في ظل إدارة تحترم الأقوياء وتبحث عن الصفقات، رأت في الواقع السوري الجديد فرصة وفق منطق المصالح المتبادلة، لا التورط في صراعات فاشلة أو الرهان على مشاريع خاسرة.
ما الذي يجب أن نتعلمه نحن من هذا التحول؟
الدرس السياسي البليغ هنا أن الحل الوطني عندما يُفرض بإرادة الداخل، وتدعمه بيئة إقليمية مساندة، فإن المجتمع الدولي سيقف عنده باحترام، بل وسيبدأ في إعادة صياغة مصالحه بما ينسجم مع هذا التحول.
العالم لا يحترم سوى الوقائع الراسخة على الأرض، ولا يتعامل إلا مع من يملك مفاتيح السلطة والنفوذ الفعلي.