آخر تحديث :الخميس-03 يوليو 2025-11:46ص

خيار السلام إنهاء الانقلاب

الخميس - 15 مايو 2025 - الساعة 07:41 ص
عبدالجبار ثابت الشهابي

بقلم: عبدالجبار ثابت الشهابي
- ارشيف الكاتب


عندما وصفت الحكومة اليمنية (الشرعية) المبعوث الأممي، هانس غروندبرغ، على لسان وزير الإعلام اليمني؛ ب(العاجز) وعندما شككت في حياديته؛ لم يأت ذلك من فراغ؛ بل من واقع مؤلم يقتلي به حتى أقرب المقربين إليه؛ من موظفي المنظمات التابعة للأمم المتحدة، وغيرها من المنظمات الإنسانية؛ الذين يرزحون في غياهب سجون الإرهاب الحوثي، المتغطرس.

فإذا كان ذلك هو شأن هذا (المبعوث) وشأوه في العمل مع زملائه في السلك الإنساني الأممي، وبهذا القدر من العجز عن تحريرهم من غياهب السجون، لدى مليشيات ارهابية، متوحشة، والسخرية والاستخفاف بٱلامهم، ومعاناتهم إذ أن بعضهم بالمناسبة هم سجناء عند هؤلاء الانقلابيين منذ عامين؛ ومازالت قائمتهم تكبر، وتتسع؛ فكيف ستكون قدرة (حضرته) المؤمل منها (أصلا) تحرير بلد بكامله، بالطول والعرض، بل وتحرير شعب يعيش معظمه تحت نير استبداد وطغيان هذه المليشيات، وسلوكهم الإرهابي الخانق؟!

كيف يمكن لمثل هذا ال(مبعوث) أن ينهض بأوجب واجباته، كوسيط محايد، وهو لاقدرة له(أصلا) حتى على تحرير موظفيه، بل لاقدرة له على واجب قط، باستثناء الاستمرار الدائم كأسلافه في إصدار البيانات الجوفاء، الجوفاء فقط، التي لامؤدى لها سوى المزيد من انتاج العجز، أو الصمت المشين عن إبداء المواقف التي يقتضيها واجبه، والمهمة التي أوكلت إليه، والتي كبا بها، ومازال منذ توليه هذه المهمة.

والحال هكذا؛ نقول بكل أسف: ماذا بقي لهذا (المبعوث) من المصداقية، وعن أي حيادية يمكن أن يتحدث، ولاسيما أن الطين قد ازداد بلة، في ظل تباكيه الدائم على مسيرة السلام العرجاء؛ التي يرفضها الارهاب الحوثي منذ البدء قبل عشر سنوات..خلال هذه السنين لم يكتب فيها لا هو، ولا أسلافه سطرا، واحدا، مقروءا في مضمونها المعجم، منذ البداية؛ وحتى الٱن؛ إلا إذا استثنينا البيانات الجوفاء؛ التي لم تسمن، ولم تغن من جوع في يوم من الأيام.

هذا الوضع، وبعد عشر سنوات عجاف من القتال، والاستنزاف، والهدن الفاشلة؛ التي ظل الوسطاء، والمبعوثون تباعا يلحون على استمرارها، في كل مرة؛ لم يجن منها اليمنيون حقيقة سوى المزيد من النكبات، والقصف والنسف، والغطرسة الحوثية والإرهاب الطائفي؛ الذي ظل يتكئ على استمرار هذا الوضع، بل يمكن القول بثقة كاملة أنه (أي هذا الوضع) هو الذي أوصلنا اليوم إلى ما نجد من تصاعد الرفض الشامل بشأن جدوى الوساطة الأممية، ولاسيما في ظل مايشاهده الجميع، ويرونه بأمهات أعينهم من استمرار الانتهاكات الحوثية، التي ترفض السلام، وتستخدم المباحثات لتدارك كبواتها في كل مرة، إلى حد أن هذه المليشيات الارهابية؛ ألغت كل الحدود المعتبرة، ولم تبق لها مايمكن أن تحترمه سوى مصالحها، ومصالح حلفائها، ووجودهم الذي لامعنى له سوى إلغاء مصالح ووجود الٱخرين، ومحوهم حتى نقطة الصفر: وجودا، وحضارة، وثقافة، وهاهم يعربون بفصاحة، وطلاقة عن مرادهم، ليس من اليمنيين فحسب، بل ومن العالم كله ببحاره، وتجارته، وقوانينه، وأنظمته المعتبرة منذ مئات السنين.. هاهم يعربون عن كل مايريدون.. بوضوح وفصاحة لا فصاحة ولا وضوح قبله، أو بعده..