آخر تحديث :الأحد-01 يونيو 2025-08:23ص

حين ينطق همّ الوطن... تُبعث روح المقاومة من جديد.

الخميس - 15 مايو 2025 - الساعة 11:54 م
عبدالعزيز الحمزة

بقلم: عبدالعزيز الحمزة
- ارشيف الكاتب


"صرخة وعي:


صدح صوت يمن حر، لا ليطلب الشفقة، بل ليعرّي الجريمة ويكشف الجاني. لم تكن مداخلة الأستاذ عبدالرزاق الهجري، رئيس الوفد البرلماني اليمني، في مؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، مجرد خطاب سياسي، بل كانت وثيقة مقاومة، ورسالة إنذار، ونداء للضمير الوطني، والدولي.


الهجري لم يهادن، ولم يساوم، بل نطق بالحقيقة كاملة: إيران هي من تدمر اليمن عبر ذراعها الحوثية. عشر سنوات من الدعم المالي والعسكري، عشر سنوات من التهريب والتدريب والدعاية، عشر سنوات من احتلال فج يُمارس عبر مليشيا انقلبت على الدولة، ومزّقت المجتمع، وجعلت من وطننا ساحة لحرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل.


لقد وضع الهجري النقاط على الحروف: الحوثي لا يدعم فلسطين، بل يقتل اليمنيين وتدّعي المقاومة. من يهدم المساجد، ويُجنّد الأطفال، ويُهين النساء، ويقتل عشرات الآلاف من اليمنيين، لا يُمكن أن يكون حليفًا لأي قضية عادلة.


يخطئ من يظن أن الحوثي مجرد جماعة يمنية لديها مظالم. الحوثي اليوم هو كتيبة طائفية تخدم مشروعاً فارسياً توسعياً، لا يؤمن بالوطن ولا يعرف معنى الشراكة. مشروعه هو إسقاط الدولة، وفرض ولاية الفقيه، وتحويل اليمن إلى منصة إطلاق نار نحو الجوار والعالم خدمة للمصالح الايرانية.


وهنا تكمن أهمية مداخلة الهجري: لقد كشف للرأي العام الإسلامي والدولي أن ما يجري في اليمن ليس صراعًا سياسيًا داخليًا، بل احتلالاً بالوكالة يجب أن يُواجه كأي عدوان خارجي.


أيها اليمنيون الأحرار، العدو واضح، والميدان واضح، والخيار واحد: إما أن نكون أو لا نكون. الحوثي ليس قدراً، ولا قوة لا تُقهر، بل مشروع هش يستمد بقاءه من انقسامنا وصمتنا وغياب الاستراتيجية.


المعركة اليوم تحتاج إلى يقظة شاملة، وإدراك بأن كل يوم يمر دون مواجهة حقيقية هو انتصار إضافي للمشروع الإيراني. لنُحرر وعيَنا أولاً، ونُحرّك إرادتنا، وننطلق نحو بناء جبهة مقاومة وطنية لا تعرف الوهن ولا الانقسام.


وهنا لا بد أن نوجّه سؤالاً حتمياً وصادقاً إلى مجلس القيادة الرئاسي:


أين الاستراتيجية الوطنية الجامعة لهزيمة الحوثي؟

أين الرؤية التي تُوحّد المكونات؟

أين الخطة التي تجعل من تحرير صنعاء هدفاً حقيقياً لا شعاراً إعلامياً ؟


إن من واجب القيادة، أن تبادر فورًا إلى وضع استراتيجية وطنية موحدة تشارك فيها كل القوى المناهضة للحوثي: الجيش والمقاومة، القبائل والأحزاب، النخب والمجتمع، والإعلام والتوعية.


نحن بحاجة إلى تحرير القرار السياسي والعسكري من العبث والتجاذبات، ودعم الجيش وطني ليستعيد زمام المبادرة، وتفعيل الجبهات وتوحيد قياداتها ميدانيًا، ووضع خطة إعلامية وطنية تُواجه التضليل الحوثي والإيراني، وجبهة دبلوماسية تحاصر إيران وتعرّي مشروعها.


كل تأخير في بناء هذه الاستراتيجية، وكل تردد في المواجهة، يُكلّفنا دماً وكرامة وأرضاً وهوية. وليس أمامنا سوى خيار واحد: أن نُوحد صفوفنا ونتجه نحو معركة التحرير الكبرى.


مداخلة الهجري في جاكرتا كانت صرخة باسم الملايين الذين صبروا طويلًا. صرخة تقول:

كفى تردّدًا... كفى انتظارًا... فلنقاتل معًا من أجل اليمن.


هذه صرخة وعي تدعو لتحرير وطن يُذبح أمام أعيننا منذ عقد.

هذه هي صرخة أكثر من أربعين مليون يمني... فهل من مُجيب؟

---

✍️ عبدالعزيز الحمزة

الخميس ١٥ مايو ٢٠٢٥م