آخر تحديث :الثلاثاء-01 يوليو 2025-11:36م

بين شعارات التحرير وواقع الانهيار: المواطن ضحيةالجميع

الجمعة - 16 مايو 2025 - الساعة 02:45 م
أحمد السخياني

بقلم: أحمد السخياني
- ارشيف الكاتب



في وقت تمضي فيه دول العالم نحو البناء والنهوض، لا يزال اليمن غارقًا في صراع لا نهاية له، وانقسام أطراف لا تريد سوى استمرار الوضع كما هو. واقع مأزوم، يعيشه المواطن اليمني يومًا بعد يوم، وقد تحوّل إلى ضحية تُقاتل للبقاء في معركة غير عادلة، بلا أفق، ولا دعم، ولا كرامة.


خلال السنوات العشر الماضية، شهدت دولٌ كثيرة في المنطقة نهضة حقيقية وتقدّمًا مذهلًا في مختلف المجالات، بينما ما زلنا نحن في اليمن، للأسف، نعيش في دوامة من الانتظار والجمود.


عشر سنوات مرّت، وجزء منّا ما زال ينتظر "تحرير صنعاء"، وآخر ينتظر "استعادة الجنوب". فريق يرفع شعار "السيادة الوطنية"، وفريق آخر لا يكفّ عن التلويح بـ"علم الجنوب". وبين هذا وذاك، لم يتحقق لا تحرير صنعاء، ولا استُعيد الجنوب.


والأدهى أن الواقع يكشف عن حقيقة مُرّة: كلا الطرفين مستفيد من بقاء الأمور كما هي. مستفيدون من استمرار الانقسام، ومن معاناة الوطن والمواطن، ومن تفاقم الأزمات التي أصبحت تحاصر الناس من كل اتجاه.


أما المواطن، فهو وحده الخاسر الأكبر. فأصبح فريسة تنهشها مخالب الفقر والجوع والفساد والاستغلال. السلطة أفقرت المواطن حين قلّصت راتبه، وأذلّته بحرمانه من أبسط مقومات الحياة. الآباء باتوا يسيرون برؤوس مطأطئة، عاجزين عن تأمين لقمة العيش لأطفالهم. الأمهات، في مشهد يعتصر القلوب، باعن آخر ما يملكن من أجل علاج أبنائهن أو سدّ جوع أسرهن. لم يبقَ في حوزتهن شيء، فخرجْن إلى العلن وهنّ يصرخن: "وا إسلاماه... وا إنسانياه".


أصبح المواطن يعيش وكأنه في جبهة قتال، لكنّها ليست على خطوط المواجهة العسكرية، بل في معركة يومية مع الحياة، في جبهة اسمها "البقاء على قيد الكرامة".


جبهة بلا نصر، لأن قيادات هذا البلد تخلّت عنه، وتركته يصارع وحده في معركة غير متكافئة. لم يبقَ له سوى أن يرفع يديه إلى السماء، ويضرع إلى الله أن يجعل له من ضيقه فرجًا، ومن عسرِه يُسرًا.


احمد السخياني