كيف انقلبت الموازين وتبدلت المفاهيم ، حتى بات الخائن يُلقب بالمناضل ، والمناضل يُرمى بالخيانة !
منذ انطلاق الحراك السلمي الجنوبي في 2007 ، كنا نرى رجالًا في الساحات ، بعضهم في مقدمة الصفوف ، وآخرون كضيوف شرف ، كنا نعرفهم جيدا ، بسطاء لا يملكون قوت يومهم ، يعيشون على الكفاف ، وفجأة تغيّرت وتبدلت أحوالهم ، وتحولوا إلى أثرياء ، وبدلًا من أن تكون القضية سبيلًا للتحرر ، أصبحت لديهم تجارة رابحة بعد حرب 2015 .
لقد خُدعنا بهم ، بسبب شعاراتهم الكذابة، واصواتهم العالية ، فظننا أن القضية هي همّهم الأول والأخير ، لكن الحقيقة انهم دعاة سلطة ومناصب لا اكثر .
حرب 2015 كشفت معادن الكثيرين ، رأينا وجوههم الحقيقية ، كانوا مع ايران ويؤيدون الحوثة ، ويعادون المقاومة الجنوبية ، بل ويرفضون الترحم على شهدائنا .
وفجأة وبقدرة قادر ، عادوا إلينا بثياب جديدة ، يدّعون أنهم ممثلو الجنوب وحَمَلة القضية السياسية ..
اختلت الموازين ، وتسلل اليأس إلى قلوبنا ، بعد كل تلك الخيبات والانتكاسات . لقد تسلقوا على ظهورنا ، واستغلوا آلامنا ، وافرغوا القضية الجنوبية من محتواها ، حتى شوهوا معالمها عن عمد ، وبدون أدنى ضمير .
أشعر بالأسى حين أتذكر أنني ذات يوم وقفت إلى جانب هؤلاء ، كيف خدعتني الشعارات ، وأصواتهم المرتفعة التي كانت تخفي خلفها أطماعا قذرة ؟
أشعر بالاحتقار لنفسي حين أرى أحد الصعاليك يسير في موكب عسكري ، تتبعه الأطقم المدججة ، وهو في الحقيقة لا يساوي شيئا ..
لقد باعوا القضية ، واستبدلوا نضالها بأرصدة في البنوك ، ومناصب تُشترى وتُباع ، أما نحن ، فقد بقينا نحلم بوطن ، بينما هم استغلوا حلمنا ليبنوا قصورهم على أنقاض آمالنا .
لكن، مهما تلاعبوا ، سيبقى الحق صامدًا ، وسيعود الجنوب حرًا بأيدي الشرفاء ، لا تجار الأوطان .
#علي_المسقعي