في ظل إنقطاع الكهرباء الساعات الطوال تراود كثير من أبناء الأحياء الشعبية المكتظة بالسكان والمنازل المتقاربة التي تنعدم فيها أبسط المقومات للسكن الصحي الأمنيات فيتمنى المواطن لو تنشق الجدران عن نوافذ تطل على الشارع العام حيث تهب النسمات والهواء من هنا وهناك ويلطف الجو لكن هيهات لمثل هذه الأمنية أن تتحقق فالجو في عدن حار بل شديد الحرار والمنازل مكتظة بسكانها متلاصقة وكلما استمر انقطاع الكهرباء تحولت المنازل إلى اقبية مغلقة تبعث على الضيق والإحساس بالأختناق وما أن تشرق شمس الصباح يتمنى المواطن أن لو يستفيق أولاده وأولاد الحي ويملؤن بضجيجهم وحركتهم الشوارع وهم يتسابقون نحو مدارسهم وتسمع اصواتهم وهم يرددون بعض الأناشيد أو يحفظون أيات من القرٱن الكريم وهم يرتدون الزي المدرسي الموحد وقد حمل كل واحد منهم فطوره المكون من الروتي أو الخبز الممزوج بالفاصولياء أو البيص أو الجبن أوالبطاطا وما أن يقرع جرس المدرسة يعلن إستراحة الفصل إلا والحقائب تفتح ويخرج كلا سندوتشه ليأكله بعد نصف يوم دراسي ملئ بالنشاط والحيوية حتى يمدهم بالطاقة اللازمة للاستمرار في تلقي العلوم المختلفة وكل طواقم التعليم مكتملة هذا معلم الرياضيات وهذه معلمة العلوم وتلك اللغة العربية والصفوف تستوعب أعداد معقولة من التلاميذ جميعهم يجلسون على الأدراج لا أحد يفترش الأرض أو يقتنص غفلة زميله ليأكل فطوره لأنه جاء من غير فطور وليس هناك حصص شاغرة لا يدرس فيها الطلاب حتى معلم التربية البدنية والفنية يشغلون حيز من وقت التلاميذ. وما أن ينتهي اليوم الدراسي إلاو يغادر التلاميذ في صفوف منتظمة نحو منازلهم ليأخذ قسط من الراحة في منازلهم ذات التهوية المناسبة ويجتمع أولاد الأسر في ظل غرفة الاولاد والبنات في غرفة البنات بعد تناول وجبة الغذاء المشهورة في البيوت العدنية الرز والصانونة بالسمك او الدجاج او كبسة الدجاج المشهورة لا أن يصلوا ويجدوا أمهم في حيص وبيص أي غذاء تقدمه لهم خاصة وأن راتب والدهم الذي لا يكفي لسد حاجاتهم تأخر شهر أخر عن موعده وربما يطر بعض الأطفال للعمل لسد جزء من احتياجات أسرهم واحتياجاتهم وما أن يقبل المساء حتى يجتمع التلاميذ لمذاكرة واجباتهم المدرسية في ظل بريق الأنوار الكهربية
وفي طابور الصباح يقف التلاميذ في طوابير منتظمة يؤدون تحية العلم قبل أن يتوجهوا لنقاعد الدرس المريحة.
وما أن يخرج المواطن في طلب متابعة من متابعة شؤونه الحياتية والإدارية إلا ويجد الموظفيين والعمال قد تهيؤ للعمل وخدمة المواطنين بكل يسر وسهولة دون أن تفتح الأدراج لتلقي طلبات الموظفين واشتراطاتهم التعجيزية حتى يخرج المواطن صاحب الحاجة ما في جيبه في الأدراج المفتوحة حتى تنجز الأعمال وتسير الأجراءات أما إن كان للمواطن حاجة أو متابعة أو منازعة في أي جهة قضائية فإن الأحكام تصدر في اريحية متضمنة كل صفات العدل والإنصاف دون أن يكون مضطر لدفع الرشوة او الهدايا أو دفع الوساطات للتدخل أو .. أو.
وما أن يعود المواطن إلى بيته راكبا او سائرا فإنه يجد رجال المرور في خدمته لا ينقضون عليه إن كان صاحب مركبة لإبتزاز ما في جيبه واختلاق المخالفات غير القانونية.
كل شئ في مدينة عدن والمدن الجنوبية القريبة منها يسير في أحسن وضع الراتب في موعده وهو راتب مناسب للوضع الإقتصادي وكل شئ متوفر من حيث السلع والخدمات والتعليم يسير على أعلى وثيرة لإن المعلمين قد حصلوا على كل حقوقهم والمشافي تقدم الخدمات المجانية فالعلاج للجميع والمدن الجنوبية لا تعرف الظلام والبيوت الجنوبية أمنة مستقرة ليس هناك جائع او معوز أو محتاج.
عدن اليوم في أحسن حال الأمن مستتب لا خلافات ولا منازعات في ظل قيادات أمنية ذات كفاءة عالية وأخلاق رفيعة وهم من خيرة القوم وجهات قضائية ذات نزاهة وصدق وشفافية تمتاز بالعدل والإنصاف.
وحرية الكلمة مسموحة وممنوحة ومسموعة من كل مواطن أو أي جهة إعلامية دون تضييف أو خنق للحريات
وقيادة سياسية واثقة من عملها الذي تخدم فيه المواطن أولا بعيدا عن المناكفات السياسية والخلافات الحزبية وتعينات متزنة تخدم الوطن والمواطن.
وكل الحقوق مكفولة طبقا للدستور في ظل مواطنة متساوية .
أما عن القيادات فالحديث يطول لأنه ذا شجون وعود تتحقق قبل أن تصدر وبيانات صادقة لا زيف ولا وعود كاذبة وأحاديث وخطابات للاستهلاك السياسي.
عصام مريسي