آخر تحديث :الأحد-01 يونيو 2025-08:23ص

اليمن بودكاست

الأربعاء - 21 مايو 2025 - الساعة 08:55 م
محمد أحمد بالفخر

بقلم: محمد أحمد بالفخر
- ارشيف الكاتب


في العام الماضي اتصل بي أحد الاخوة الاكارم ليقدّم لي دعوة كريمة لأكون ضيفاً لديهم في برنامج (اليمن بودكاست)،

هذا البرنامج الذي كان قد انطلق حينها من خلال موقع اليوتيوب الشهير ليكون رقماً كبيراً ومميزاً في عالم البود كستات والاعلام الجديد،

ورغم ضيق الوقت كون الدعوة كانت في أواخر شهر رمضان المبارك والتسجيل في نهار رمضان الطويل وتحديداً بعد العصر ورغم أنني كنت حديث وعكة صحية ألمّت بي لكن لم يكن هناك مناص من قبول الدعوة واللقاء بالإعلامي الشاب المميز اسامه عادل مقدم البرنامج الذي مثّل إضافة جديدة لجيل الإعلاميين الجدد الذي يعتمد على تقديم نفسه من خلال الكفاءة والجهد والتميز وليس من الدهاليز المعروفة،

وبعد أن تم تحديد موعد التصوير اطلعت سريعاً على نماذج من الحلقات الست الأوائل التي قد سبق وأن تم نشرها على مدى الأسابيع السابقة لموعدنا،

وقد قيل لي أن هذا البرنامج لا يسبقه أي إعداد لمحاور مطلوب طرحها أو الحديث عنها،

ويبقى الأمر لبراعة المقدم وثقافته وفي قدرته على استنطاق كل ما يدور في خَلَدِ الضيف ونبش مكامن الذاكرة المخفية لديه لاستخراج ما يمكن استخراجه منه لتكون سبقاً للبرنامج وتشكّل إضافة للكم الهائل من المعلومات التي أصبحت في متناول الجميع، وبالتالي يستفيد منها المشاهد وتصبح فيما بعد جزء من الشهادة على العصر،

ولهذا قيل لي إن الحديث المطلوب هو نبذة عن التاريخ الحضرمي بشكل عام وأن البرنامج لن يتطرق للجوانب السياسية المتشعّبة والمعقّدة وتحديداً المعاصرة،

الحمد لله تم تسجيل الحلقة وأبليت فيها بلاءً حسناً كوني مجرد باحث أو طالب علمٍ في هذا المجال،

وإن كنت بعد عرضها تأكّد لي أنه قد فاتني الكثير والكثير من الأمور والحوادث التاريخية التي عصفت بالقطر الحضرمي طوال تاريخه الطويل،

وكذلك نبذه عن كثير من الرجال والأعلام من أبناء حضرموت لو قُدّر لي بأن أعطيت مساحة زمنية كبيرة كما اعطي صديقي الحبيب أبو كارم لربما كانت لي وقفات متعددة في جوانب كثيرة فاتت جنبنا،

 ولم استدركها ولكن خيرها في غيرها،  

ويكفي أن هذه الحلقة شاهدها الالاف كما شاهد الملايين كذلك مقاطعاً بترت منها عبر الوسائل المتعددة وقطعاً حصلوا على ريعٍ مقابل ذلك فهنيئاً لهم لأن لكل مجتهد نصيب،

وحقيقة قد كنت ضيفاً خفيفاً على شركة البرنامج فلم أكلفهم ضيافة ولا فنادق ولا تذاكر ولا حامض حلو لا شربت على قول مغني عراقي قديم قد نسيت اسمه من أيام الأبيض والأسود، لأن التصوير كان في نهار رمضان،

عموماً استضاف البرنامج عشرات الضيوف من اليمنيين ومن جنسيات مختلفة وتوجهات متعددة على مدى أكثر من عام وتنوعت الحلقات والمواضيع وما كان لا يطرق بابه في بادئ الأمر أصبح مطروقاً والبحث فيه بأريحية كاملة وتفاصيل شيقة وأصبح للبرنامج متابعين كُثُر،

وقد ظهرت برامج أخرى تهتم بالشأن اليمني لكنها لم تصل ما وصل اليه (اليمن بودكاست) لأسبابٍ كثيرة منها المهنية والاحترافية وفوارق الإمكانيات الواضحة،

وقد أصبح كل ما عُرِضَ وسيعرض مرجعاً وارشيفاً للتاريخ اليمني بكافة تخصصاته سيعود اليه الباحثون في الشأن اليمني والمتابعون له من داخل الوطن وخارجه،

وإن كنت قد أشرت هنا الى فوارق الإمكانيات بينهم وبين الآخرين فأنا أقصد بالآخرين هنا من أمثال المبتدئين أو صفري الإمكانيات كحالي أنا،

 حيث حاولت أن يكون لي مكاناً في هذا الجانب بصفر إمكانيات فلم أقدم سوى ست حلقات قصيرة من برنامج (بودكاست الفخر) حيث لا أملك إلاّ جوّالاً قديماً أصور به وقدم لي الحبيب عثمان خدمة المونتاج وجهاز المايك ولكن رزقه الله بعملٍ فأصبح مشغولاً به وتوقف عمه محمد في استراحة محاربٍ طالت أكثر من عام وقد يلتحق بها العام الثاني، وهنا يتجلى فارق الإمكانيات بكل وضوح،

ولكنني في النهاية متسلحاً بالصبر والعزيمة فقد يذللان يوماً ما الفوارق مع الأخذ بالأسباب طبعاً دون أدنى شك،

 وأستشهد في مثل هكذا حالة بالقول البليغ لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه

سأصبر حتى يعجز الصّبر عن صبري

سأصبرُ حتى ينظر الرحمن في أمري

سأصبر حتى يعلم الصبر أني

صبرت على شيء أمرُّ من الصَبِرِ