في زمنٍ تاهت فيه المبادئ والقيم، يبرز علي سالم البيض والحزب الاشتراكي اليمني كاستثناء حقيقي، كصوتٍ صارخٍ يدعو إلى العودة إلى القيم النبيلة والثوابت الوطنية. إنهم ركائز الفكر الوطني الحقيقي، الذين لم يساوموا على مبادئهم ولم يركعوا أمام الظلم والاستبداد.
ونحن نستقبل عيد الوحدة اليمنية، الذي كان حلم اليمن وحققه الأستاذ علي سالم البيض، ذلك الرجل الذي لم يبع وطنه، ولم يساوم على مبادئه، بل ظل صامدًا في وجه العاصفة، صوته يدعو إلى الوحدة والعدالة والمساواة.
والحزب الاشتراكي، ذلك الكيان السياسي الذي لم يشترى بالمال، ولم يركع أمام القبيلة، بل ظل متمسكًا بمبادئه، صوته يدعو إلى الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
إنهم استثناء في زمنٍ أصبح فيه الولاء للكرسي والمال هو السائد، زمنٍ فقدت فيه القيم والمبادئ أهميتها. لكن علي سالم البيض والحزب الاشتراكي ظلا أوفياء للفكرة لا للكرسي، أوفياء لليمن لا لمراكز النفوذ.
هم صوت الضمير في زمنٍ علا فيه صوت البارود والفوضى، زمنٍ أصبح فيه الصوت العالي هو المسموع، بينما الصوت الحكيم والمنطقي يغيب عن المشهد.
لم يغب علي سالم البيض والحزب الاشتراكي عن الوعي الوطني بقدر ما غُيبا بقصد، لأن حضورهما يُحرج الكاذبين ويُفجر سؤالاً في وجه من باعوا الوحدة وأهانوا الثورة.
ولكنهما باقيان في ملامح كل مناضل لم يبع صوته، في أحلام كل شاب يريد وطنًا للجميع لا مزرعة خاصة، في قلب كل أم شهيد مات من أجل العدالة.
إن علي سالم البيض والحزب الاشتراكي هما رمز للوفاء والمبادئ، وستظل ذكراهما حية في وجدان كل يمني يعرف الفرق بين من صنع الوحدة ومن سرقها، بين من ضحى من أجل الوطن ومن استغل الوطن لمصالحه الشخصية.