بعد ان تم ايقاف صرف الحافز الرمزي لمعلمي محافظة عدن عقابا، ها هو الشهر الثاني يوشك على الانتهاء ورواتبهم ايضا ما تزال غائبة.
لا يوجد تفسير منطقي لما يحدث سوى انه عقاب جماعي بسبب مطالبة المعلمين بحقوقهم، والذي ادى الى اغلاق المدارس فصلا دراسيا كاملا دون ان يهتز ضمير الجهات المعنية او تحرك ساكنا.
لم يكتف المعنيون بجعل المعلمين أكثر الشرائح تهميشا وظلما بل استمروا في اذلالهم بمعيشتهم معيشة اطفالهم وهذه المرة بحرمانهم من ابسط حقوقهم، الرواتب الذي لا يساوي شيئا.
الى اي مدى ينوي هؤلاء تدمير ما تبقى من امل لدى المعلمين؟ إلى متى يستمر هذا المسار الذي يقود إلى انهيار التعليم الحكومي تمهيدا لهيمنة التعليم الأهلي الذي لا يستطيع الجميع تحمل تكاليفه؟
ان ما يجري اليوم هو خصخصة ممنهجة للتعليم تسير بخطى ثابتة نحو مصير المؤسسات الأخرى التي تتهاوى واحدة تلو الأخرى.
والسؤال الذي يفرض نفسه هل من مسؤول لديه الجرأة ليشرح لنا اسباب هذا التدمير الممنهج؟
وما ذنب اولئك الذين لا يملكون القدرة على ادخال أبنائهم المدارس الخاصة؟
لماذا يترك البسطاء في هذه البلاد يواجهون المصير وحدهم؟
عدن لا تستحق هذا الجحود ولا هذه اللامبالاة.
عدن تستحق أن تنصف وينصف أبناؤها لا أن يعاقبوا على صبرهم بصمت قاتل.