ستسقط الدمى، وإن ظنّوا سقوطها بعيدًا، بعد أن أُغرقوا بالأموال والهبات، وما تشتهيه الأنفس، ليكونوا طوعًا منفذين لأوامر تدمير اليمن، وإذلال شعبه، وتهجيره من أرضه، وتفريغ وطنه من خيراته لاستغلالها.
جُمّدت الموانئ، وفُرض الحصار، وكان اليمنيون أول من تجرّع مرارته.
وعندما تسقط رؤوس "الشرعية" التي نصّبوها من فنادقهم، فبماذا سيُبرّرون للشعب اليمني؟
أم أنهم سيعيدون الماضي بابقاء السبعة وعلاجهم من حروقهم وارجاعهم خنجرا في ظهر كل يمني كما فعلوا بالسابق.؟؟
هل سيُرددون كعادتهم شعاراتهم القديمة: "دعمًا للشعب، وحقنًا للدماء، ونهضةً لليمن العزيز"، و"دعمًا للشرعية في وجه الأجندات الخارجية"؟
فماذا عن أجنداتهم هم؟
هل سيقولون: "دافعنا عن أرض اليمن من المد الفارسي"، بينما هم مَن جَوّع الشعب حتى دخل في مجاعة لم يشهد لها التاريخ مثيلًا، لا في الماضي ولا في الحاضر؟ حتى عندما انهار سدّ مأرب وتشّتت القبائل، لم يكن التشريد بسبب المجاعة، بل نتيجة دعوة خرجت من شعبٍ شبعان!
هل سيقولون: "دافعنا عن اليمن"، وهم مَن سمحوا للمرتزقة من الدعم السريع أن ينشروا القتل والرعب في الأبرياء، من هتكٍ للعرض، وسفكٍ للدم، وتهجيرٍ قسري؟
هل سيقولون: "اجتثثنا الفارسية ومدّها"، وهم أول من دعم الجماعات المختلفة، مهما اختلفت تسمياتها، منذ بداياتها في صعدة، والتاريخ يشهد، وحتى عدن التي لم تعد صالحة للحياة، بعد أن حولوا ميناءها العظيم إلى مجرد مستودع حاويات؟ وها هم اليوم ينقلون ذات المخطط إلى حضرموت، دعمًا وتطويعًا وتجريدًا، مع الأسف، وبدعمٍ من شرذمة لا تزال متعلقة بأوهام من خدعوها، بينما الحضارم لم يتّعظوا بعد من مشاهد التفتيت الممنهج أمامهم.
أهي شعارات "الدفاع عن اليمن وسلامة أراضيه"؟ وهم من أوجد حكومات ارتزاق، و"سبعة رؤساء في واحد"، يتحدثون باسم السيادة!
فماذا عن الجزر المباعة؟ ميون وسقطرى؟ والموانئ المحتلة؟ عدن، بلحاف، وغيرها من الثروات المصادرة؟
ثم يأتون بعدها ليتكرموا على الشعب بـ"الفتات"!
أهو شعار "السيادة اليمنية على القرار الوطني"، بينما القرار الحقيقي في يد من يتحكم من الخارج؟
حتى المغترب اليمني بات يئنّ من الظلم، لا يُهجّر إلى وطنه بل يُبعد حتى عنه!
فهم لا يريدون إلا خيرات الأرض... دون مواطنيه!
وما يعتصر القلوب أعظم مما قيل،
لكن تبقى الكلمة، ويبقى الأثر،
ولعلها تجد طريقها إلى عقول تؤمن ببناء دولة حقيقية ذات سيادة،
لا حكومة "سبعة في واحد"،
يحضرهم قرع جرس... ويصرفهم قرار لا يُصدر من اليمن.
بقلم : عبدالناصر محمد العمودي