تكتنف رواية " الرهينة " الشهيرة للكاتب اليمني زيد مطيع دماج شخوص " متسلطة " ألغت شخصية " غلمان مختارون ليصبحوا مجرد " دويدار " يأتمر بأمر أهل القصور الحاكمة في عهد الأئمة، إذ وصل الإلغاء إلى حد طمس الهوية " النوعية " لهؤلاء ..ذكورا معدومي الرجولة مخصصين لقول " حاضر ..تم ..آمين " . وبدون أي نقاش .
لكن تلك حقبة قد انتهت بانتهاء الأئمة، وإن بقيت رواية الرهينة محفوظة وتترجمت إلى أشهر لغات العالم ..كي يحفظ البشر مأساة الإلغاء التي كانت تحدث بحق غلمان " جميلي المظهر في اليمن " .
ماذا عن 2025، هل هناك "دويدارات" في مجتمعاتنا ؟! ..مجتمعات ما بعد الحرب ..
هل هناك من يقول آمين للسلطة ..في كل شيء رغم الإنهيار الاقتصادي الكبير الذي نعاني منه ..؟
هل يوجد هناك من يلمع ويبرر ؟ هل يوجد من يبيع الوهم للناس على وقع آمال منظورة ماتت على طريقها عشر سنين من الإلغاء " الآدمي " لشعبنا !
لنقرب الصورة أكثر ..ولنرى ؟
أقلام تحولت من رماح إلى "أرضية خشب" يسير عليها " أرباب الفساد " بتبختر ..وعند كل خطوة تُسمع انكسارات مدوية وتراجعات أخلاقية لكتبَة كانوا ليسطروا هموم الناس ويوثقوا انهيار الدولة ..
*أيهاد الدويدار القلم* .. أتعلم أن هؤلاء الفسدة ما هم إلا "دويدارات أكبر" بيد دول أكثر تسلطا ..هل تعلم أنهم باعوا البلاد بعدما تحولوا إلى مجرد " غلمان" في حواضر قصور وفنادق من لا يريدون لبلادنا ولنا أي خير مرتقب !
وهل تعلم أيضا أن مُلّاك تلك القصور ماهم إلا " دويدار " آخر في كنف "الدول العظمى " ..؟
إن كنتَ تعلم فمصيبة ..وإن كنت تتغابى عمدا فأنت " دويدار أعمى " للأسف ! ...
هل مات الإمام وأخذ معهُ كل " دويدار " استعبدهُ وانتهك حقه الآدمي ..؟ ام نسي واحدا منهم ؟!
الدلائل الواقعية تقول أنه نسي دويدار واحد في صنعاء..شبّ وكبر وأصبح يدّعي أنه ابن الإمام ..بل الإمام شخصيا ..إنّ دويدار صنعاء اليوم يدّعي أنهُ بطلا قائدا مُهابا من قبل الأعداء.. وما هو إلا " دويدار" مسلوب القرار ..يدعي أنه عليّ ..وابنُ كرّار ..
هذا الدويدار "المسخ " دمّر معهم مدن وموانئ ومصانع، ولا يتوانى عن مهاجمة الجنوب ويعيث فسادا في تعز ويهين أبناء إب !
هكذا يفعل الدويدار المتخفي بثياب الرجال ..!
ولعلّ القارئ يسأل من أين لدويدار ضعيف أن يحكم ! ويقتل ! وينهب ! ويبيع ويشتري حقول الوطن النفطية والغازية وينسبها لنفسه هكذا بدون أي خوف أو رادع ..
كيف ليده " الطرية " السابحة في برك " عطور " قصور أوليائه " العربية والفارسية" أن تبطش هكذا ؟!
كيف لها أن تقطع النور والماء والطعام عن شعبنا الكثير ! والمقدر بالملايين ..؟
كيف له أن يعبث بسلامة وأمن الحاضر ..ويخاطر بالمستقبل لبلاد عريقة ..عظيمة ..كان الدويدار فيها لا يخرج من مكانه المرسوم ..
لقد تبدّل الزمانُ إذا ..وأصبحنا في زمن الدويدار ..! إلى متى سيستمر ..وكم سينسخ على شاكلته .."روبوتات ..دويدارية ..تُدار عن بعد ..لا تأبه بوطن ..ولا شعب ..
وإلى زمنٍ قريب يحق فيه الحق ويختفي الدويدار بلا رجعة ..