حتى أنت يا بروتوس!..
احمد بن بريك يطعن الزبيدي في أصعب المراحل والتحديات المصيرية التي يعيشها الانتقالي المتدنية شعبيته…
الطعنة التي تم تصنيفها من أبشع الطعنات وأقبح عمليات الاغتيال في التاريخ، إنها لحظة اغتيال القيصر يوليوس.. كانت لحظة عصيبة وصعبة حين خانه كل من وثق بهم يوما واجتمعوا واتفقوا جميعا أن يقتلوه.. في ذلك الاجتماع انهال الكل عليه بالطعنات وقيصر ما زال واقفا لم يسقط رغم كل الطعنات في جسده.. حتى رأى صديق عمره بروتوس، مشى نحو صديقه وهو متخبط بدمائه وفي عينيه نظرة رجاء وارتياح معتقدا أن صديق عمره جاء لينقده، فقام بروتوس هو الأ خر بطعنه.. هنا قال قيصر جملته الشهيرة: حتى أنت يا بروتوس!.. وسقط القيصر ميتا. كانت طعنة بروتوس هي الطعنة القاتلة، بخلاف كل الطعنات الأخرى، لم يطعنه في جسده وإنما في شخصه، في إرادته وآماله.
أحمد بن بريك يلعب نفس دور بروتس ويوجه نقدًا لاذعًا للانتقالي متهمه بقرارات مرتجلة وهيكلة عشوائية وغياب للكفاءة، رغم انه عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي ولكنه يتحدث وكأن ليس له اي علاقه بالمجلس حيث كان نقده حاداً للأداء السياسي والتنظيمي للمجلس، قائلاً أن المرحلة تتطلب وقفة مراجعة جادة وتصحيحاً للمسار قبل فوات الأوان، يعني سبع سنوات مرت على تأسيس المجلس وبن بريك لم يرى شيئاً إلا اليوم.
فوق كل انتقاداته الحاده أضاف وقال: إن تجربة المجلس كشفت عن "جملة من التحديات والاختلالات"، لافتًا إلى أن بعض القرارات اتسمت بالارتجال وافتقرت إلى التخطيط، بينما شهدت مؤسسات المجلس حالات من الهيكلة العشوائية التي لم تُبنَ على تقييم دوري أو تستند إلى معايير الكفاءة والشفافية.(لماذا لم يحذر بن بريك الانتقالي من ذلك في وقته وهو جزء ممن اتخذوا هذه القرارات وصادقوا عليها).
وأضاف بروتوس (بن بريك) قائلاً أن العمل داخل المجلس تأثر سلبًا بما وصفه بـ"نزعة بيروقراطية ومركزية مفرطة"، ترافقت مع روح من التسلط والتمييز في التعيينات وترتيب الأوضاع داخل هيئات المجلس، وحتى في إطار الشراكة مع الحكومة الشرعية، والتي وصفها بأنها تعاني من خلل بنيوي أثر على فاعلية الحضور الجنوبي سياسياً وإداريًا (طيب فين كان بن بريك طول هذا الوقت ولماذا وقف متفرجاً ولم يقول هذا الكلام قبل فوات الأوان وقبل أن يحط الفأس في الرأس؟)
يلعب اللواء احمد بن بريك هنا نفس دور بروتوس وكانت طعنته للزبيدي هي الطعنة القاتلة، بخلاف كل الطعنات الأخرى التي تلقاها من الشعب الجنوبي (والشعب محق في ذلك)، ف بن بريك لم يطعن الزبيدي في جسده وإنما في شخصه، في إرادته وآماله وطموحه.
هكذا هو حال الرفاق انهم يتخلون عن بعضهم ويطعنون بعضهم البعض عندما تشتد عليهم الأمور ويتخلى الشعب عنهم ويثور ضدهم.