لا تتوانى الأنظمة الظالمة والقوى الإستعمارية في استخدام كل الأساليب للتعذيب النفسي والجسدي بكل ماتمتلك من وسائل للحرب المادية والمعنوية.
وفي مثل هذه الأيام القاسية سلك المحتل الصهيوني بمساعدة كل الأنظمة الجائرة الغربية وعلى مرأى من الأنظمة العربية المستكينة بعد أن استخدم كل وسائل الحرب الإبادية من طائرات وصواريخ ومدافع لإبادة أهل غزة وكسر قواهم وفض لحمتهم والنيل من عزيمتهم التي لم تستكين لغطرسة العدو الصهيوني رغم القتل والتشريد ودك المنازل فراح يمارس نوع أخر من الحرب وهي حرب البطون حيث منع دخول كل المساعدات بأغلاق الحدود أمام كل المساعدات والدعم القادم نحو أراضي فلسطين المحتلة.
كل تلك الأساليب التي يمارسها العدو الصهيوني اراد بها كسر عزيمة الفلسطينين التي كلما شد العدو اساليب حربه ارتفعت ولسان حالها أن أهل الغزة لايزيدهم الغي إلا قوة وإصرار فالجوع الذي يتعمد الإحتلال ممارسته وجعله أسلوب جديد من أساليب الحرب ضد الفلسطينين لن يثمر في طي أيدي المقاومة عن الإستمرار في التصدي والصمود رغم ضعف الأمكانات وتكالب الأعداء وتخاذل الجيران والأقربون ووقوفهم موقف المتفرج.
وفي مثل هذا الأسلوب ألا وهو فرض سلاح الجوع كأسلوب من أساليب الكسر والإذلال وقهر الشعوب ويعد ممارسة أسلوب حرب الجوع من قبل الأنظمة ضد شعوبها نوع من التعدي والهبوط السياسي .
فاليوم يعاني ابناء عدن الجوع الذي طال معظم شرائح الموظفين في ظل هبوط قيمة العملة وتأخر صرف المرتبات والغلاء الذي مس حتر رغيف الخبز.
لا سك أن ممارسة الجوع أصبح صورة من صورة الحرب التي تمارسها كل الأنظمة الأستعمارية والاستبدادبة ولا فرق في الوجهات والنوايا إنما الفرق في المسميات وفي كيفية فرض صور التجويع المتعمد للنيل من كرامة الشعوب لكن المستغرب وغير المألوف أن تمارس الدول الوطنية هذا الأسلوب ضد شعوبها في ظل سيادة الدولة التي ينبغي عليها تحقيق رفاهية شعوبها الحرة الأبية.
أما ممارسة هذا الأسلوب من قبل أنظمة استعمارية مستبدة هو بالأمر غير المستغرب لأنها تريد من ذلك قهر الشعوب صاحبة الأرض للتضيق عليهم ولتتمكن من التمدد والإنتشار على حساب اصحاب الأرض.
شتان بين المسميات أنظمة استعمارية ودول وطنية وقومية وبين ما تمارسه كلا منها بين اساليب الحرب النفسية وقهر الإنسان باستخدام حرب التجويع
عصام مريسي