وجود الشيخ علي أحمد سيف على رأس السلطة المحلية في الوازعية ليس مجرد قرارٍ إداري .. بل عودة التاريخ من بوابة الحاضر، وعودة الهيبة من نافذة الحكمة!
هو ليس مجرد شيخ .. هو شجرة مشيخة تمتد جذورها في تراب الأرض، وتمتد أغصانها نحو سماء الدولة!
حين يتكئ الريف على حكمةٍ صامتة، ويقود الجبل عقلاً يعرف تضاريس الأرض وقلوب الناس.. فاعلم أن الدولة استعادت بعض نبضها، وأن الإدارة بدأت تتعافى من غيابها الطويل.
الرجل لا يتكلم كثيرًا.. لكنه يُفكّر كثيرًا، وإذا نطق لا يقول إلا ما يُبنى عليه جسر، أو تهدأ به فتنة، أو تُضاء به عتمة.
لا يطارد المناصب، بل تأتيه بثقلها وهي تعرف أنه لها، وأنها وجدت لتذهب إلى صاحبها الجدير بها والجديرة به .
الوازعية ليست خارطة فقط في ذاكرة المدير والشيخ والاستاذ ،والشاعر والإنسان .. بل وجدان وذاكرة وهوية ،فهو يعرف جبالها وسهولها، أفراحها القليلة، وأحزانها المتوارثة، ومشاكلها المعقدة والمتشابكة و يعرف الناس بأسمائهم ولهجاتهم، وطبائعهم السهلة حد التركيب والواصحة حد الغموض ويعرف أن الإدارة لا تُمارَس من خلف مكتب بل من وسط الناس، حيث الألم والعرق والشقاء.
هو من أولئك القادرين على تفكيك نزاعٍ تشابكت جذوره، أو تسوية خلافٍ كبر بالعند وتغوّل مع الوقت.
هاتفه لا يسكت، وشكوى الناس تتسابق إليه وتتزاحم ، لكنه لا يضيق، لا يتذمر، لا يهرب.. بل يلتقط كل مشكلة وكأنها أول مشكلة سمع بها في حياته، ويبحث لها عن حل وكأن خلاص المديرية كلها يتوقف على تلك القضية.
هكذا تكون الإدارة حين يمثلها رجل من طين الأرض، ورائحة القرى ، ويحمل في جمجمته عقل رجل الدولة.
لساعات زمن خزنت معه ، كان جواله لا يهدأ لتلقي مشاكل الناس وشكاويهم من هنا ومن هناك من مختلف قرى وعزل المديرية ما جعلني أهمس لنفسي
: أي قلب يمتلكه هذا الرجل ؟!
وأقسم لو كنت مكانه لكان أول ما أفعله هو الاعتذار عن تحمل مسؤولية الإدارة والمشيخة ولظفرت براحة البال ،لكن الرجل لا يعتذر بل يواجه كل ذلك تارة بابتسامة وتارة بنكتة فهو من أولئك الذين يؤمنون المسؤولية ليست عبئًا يُهرب منه، بل شرف يُحتمل لأجل الله والناس والتاريخ.
علوي الوازعي .