آخر تحديث :الأحد-01 يونيو 2025-12:57ص

نداء إلى الضمائر الحية .. افتحوا الطرقات.. كفى للمعاناة !

السبت - 24 مايو 2025 - الساعة 11:02 م
عزيز ابو وائل

بقلم: عزيز ابو وائل
- ارشيف الكاتب


في وطن أثقلته سنوات الحرب وويلاتها، لم تعد البنادق وحدها من تقتل، بل باتت الطرقات المقطوعة سلاحاً آخر يُمعن في إيذاء الأبرياء، ويفرض على المواطنين حصاراً خانقاً، ومعاناة لا تقل قسوة عن هدير المدافع.

إن الطرقات التي كانت يوماً شرايين حياة تربط بين المحافظات و المدن والقرى، تحولت اليوم إلى خطوط مواجهة، وأضحت مقطوعة بأوامر قادة وأمراء الحروب، وليس بعوامل الطبيعة.

ومن بين تلك الطرق، تبرز طريق "عقبة ثرة" الرابطة بين مدينتي لودر ومكيراس، والتي تعد من أهم المسالك الحيوية التي كانت تربط الجنوب بالشمال، وكانت تمر عبرها المواد الغذائية، والدواء، ومركبات المواطنين، وأحلامهم.

اليوم، وقد مضت سنوات طوال منذ أن أُغلقت هذه الطريق بفعل الصراع العسكري الدائر في البلد ، فإن معاناة السكان قد فاقت الاحتمال، والمواطنون في كلا المدينتين خاصة، وفي المدن والمناطق الأخرى المستفيدة من هذا الخط، يعانون الأمرّين للوصول إلى أقرب سوق أو مستشفى أو مؤسسة تعليمية. أطفال ونساء ومرضى يُضطرون لسلوك طرق وعرة وطويلة قد تستغرق ساعات، أو حتى أيام، ما كان يمكن اختصاره في دقائق معدودة، هذا ناهيك عن تعطيل حركة سيارات نقل البضائع والمواد الغذائية والمشتقات النفطية التي يستفيد منها مئات الالاف من المواطنين في المحافظات الجنوبية والشمالية على حد سوآ.


اننا هنا لا نخاطب الجدران، ولا الصخور الصماء بل نناشد القلوب والضمائر الحية لدى القيادات العسكرية على جانبي جبهة القتال، وكذا الجهات الرسمية المعنية في الدولة، ونطالبهم بأن يضعوا مصلحة الإنسان أولاً فوق كل إعتبار، وأن يسمعوا صرخة الأهالي من الشيوخ والاطفال والنساء الذين لا يطلبون المستحيل، بل يطلبون فقط أن تفتح أمامهم طرقاتهم، وأن يسمح لهم بممارسة حياتهم الطبيعية، وأن تُرفع عنهم كلفة الحرب التي دفعوا ثمنها غالياً من ارواحهم ودمائهم وامكانياتهم المحدودة والبسيطة.

إن فتح طريق عقبة ثرة وغيرها من الطرقات المقطوعة ليس ضعفاً، بل شجاعة إنسانية، وخطوة أولى نحو السلام الداخلي، واعتراف صادق بأن المواطن البسيط يجب أن يُحمى من نيران الحرب، لا أن يُترك فريسة لها. إن استعادة هذه الطرق للحياة سيكون بادرة أمل، ورسالة واضحة أن الوطن ما زال بخير و يتسع لنا جميعاً.

افتحوا الطرقات... فثمة أرواح تنتظر، وأحلام مؤجلة، ومعاناة لا تعرف نهاية.

مع خالص التحية


"" "" "" "" "" "" "" ""