آخر تحديث :الخميس-26 يونيو 2025-05:24م

اليمن على حافة الانفجار

الأحد - 25 مايو 2025 - الساعة 04:17 م
عبدالناصر محمد العمودي

بقلم: عبدالناصر محمد العمودي
- ارشيف الكاتب



ان هذه الكلمات ليست ب دعوة للعنف او لسفك الدماء بل هي رؤية لوضعٍ قائمٍ قاتم ينذر بانفجارٍ وشيك نحو الأسوأ، إذا لم يتداركه المصلحون في اليمن، فالفاسدون لن يبالوا بكرامة، ولا بإرث وطني، ولا بدمٍ حرام يُسفك.


ما يعيشه الشارع اليمني هذه الأيام ليس إلا حالة احتقان غير مسبوقة، جذورها ضاربة في عمق الواقع اليمني وفي نفسية شعبٍ تجاوز حدود الصبر. المؤشرات المتسارعة تؤكد أن الانفجار بات وشيكًا، انفجار قد يعصف بما تبقى من استقرار هش، نتيجة تراكمات الفساد وتدخلات خارجية لم تأتِ بدافع الحرص على اليمن كما زعمت، بل لتحويله إلى ساحة نفوذ وحديقة خلفية للنهب والسيطرة.


لقد قيل قديمًا: "كثر الدق يفك اللحام"، واليمن اليوم هو التجسيد الحي لهذا القول. فما خفي من فساد أعظم مما ظهر، والمؤسسات تنهار تحت وطأة عبثٍ داخلي وخارجي، شاركت فيه دولٌ ادعت الحرص، بينما كانت تسعى لتثبيت نفوذها على حساب سيادة اليمن واستقراره.


فالمواطن اليمني لم يعد يميّز بين المعاناة داخل الوطن أو خارجه. في الداخل، تُنهب موارده وتُغتصب حقوقه في وضح النهار، وفي الخارج يُذل في المطارات، يُعامل بجواز سفره كمتهم، يُمنع من الترانزيت، ويُهان في طلب العلاج أو الدراسة. أما السفارات اليمنية، فقد تحولت إلى أدوات جباية لا همّ لها سوى استنزافه ماليًا، دون حماية أو دعم.


الانفجار قادم... ومكلف


الانفجار القادم لن يكون صرخة غضب عابرة، بل زلزالًا سياسيًا يُطيح بكل من تطاول على الشعب ومقدراته. أولئك الذين تغلغلوا في مفاصل الدولة بدعم خارجي ستسقط أحلامهم السلطوية، وستُمحى تطلعاتهم الاحتلالية. الاتفاقيات التي وقعتها سلطات فاسدة ستُلغى قانونيًا وأخلاقيًا، وسيفقد ممولو الفساد كل ما أنفقوه على أدواتهم.


الغضب اليمني هذه المرة لن يكون بلا ذاكرة؛ فالشعب سيتذكر كل من أذاقه المرارة، وسيُحاسبهم، سواء في الداخل أو أمام العالم، حين تُصادر الدول ممتلكاتهم ويذوقون من كأس الذل نفسه الذي أذاقوه لشعبهم.


هل هو مخاض نهضة... أم كارثة قادمة؟


قد يكون هذا الانفجار مخاضًا لولادة وطن جديد، لكنه بالتأكيد سيكون مكلفًا. سيتحمل اليمن ثمنًا باهظًا من الدماء والخسائر، وقد تضيع ثروات بشرية ومادية لا تُعوض. ومع ذلك، قد تكون هذه اللحظة بداية لنهضة حقيقية: دولة تحكم بالعدل، تفرض سيادتها، وتُدير مواردها بعيدًا عن الوصاية والعبث.


فالتغيير حين يأتي، لن يكون جزئيًا أو انتقائيًا. سيطال الجميع، حتى أولئك الذين احتموا بعباءة الدين أو زعامة القبيلة، وهم في الحقيقة مجرد أدوات للخارج تجاهلوا دماء شعبهم وباعوا القرار اليمني مقابل فتات مصالحهم الشخصية.


ان المرحلة المقبلة مرهونة بوعي الشعب اليمني، وصبره على الألم، وإصراره على استعادة حريته وكرامته. ومن الواجب على السياسيين المهمشين أو المبتعدين أن يدركوا حجم المعاناة، وأن يتعاملوا مع هذه اللحظة التاريخية بعقلانية ومدنية. عليهم أن يستعيدوا السلطة بروح المسؤولية، ويلبوا مطالب شعب جائع تجاوز حدود الفقر.


فمهما طال ليل الفساد، فإن فجر اليمن قادم... لا محالة.


e.g.PME ABDULNASER ALAMOUDI