آخر تحديث :الثلاثاء-01 يوليو 2025-06:14ص

المخا: مخ اليمن وقلبها النابض حضارة تتجدد

الأحد - 25 مايو 2025 - الساعة 08:20 م
أحمد حوذان

بقلم: أحمد حوذان
- ارشيف الكاتب


لطالما كانت المخا لؤلؤة البحر الأحمر وبوابة اليمن على العالم. اليوم، تستعد هذه المدينة العريقة، أكثر من أي وقت مضى، لاستعادة دورها التاريخي كمركز تجاري مزدهر وواجهة دولية. بعد سنوات من الصمود في وجه الصراع، تتجه الأنظار نحو هذا الميناء الاستراتيجي كرمز للأمل ومفتاح للتعافي الاقتصادي، وممر حيوي يربط اليمن بالأسواق العالمية.

تاريخ عريق ومستقبل واعد

اسم المخا مرادف لتجارة البن العالمية؛ فمن هنا كان يُصدّر أجود أنواع البن اليمني، ما أكسبها شهرة عالمية في القرون الماضية. لم تكن المخا مجرد ميناء، بل كانت مركزًا حضاريًا وثقافيًا يجذب التجار والرحالة، لتصبح نقطة التقاء للحضارات ونافذة اليمن على العالم الخارجي.

اليوم، ومع تطلعات اليمن نحو بناء مستقبل مزدهر، تبرز المخا مجددًا كأحد أهم المشاريع الحيوية التي ستعيد ربط البلاد بالحركة التجارية الدولية. الجهود المبذولة من قبل العميد طارق صالح، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، لإعادة تأهيل ميناء المخا وتطوير بنيته التحتية لا تقتصر على الجانب الاقتصادي فحسب، بل تمتد لتشمل رؤية شاملة لاستعادة مكانتها التاريخية كمركز إشعاع حضاري.

رؤية استثنائية وعمل دؤوب

يدرك العميد طارق صالح ما تعنيه المخا، وكيف ينظر إليها كمستقبل لليمن من ناحية تاريخية وحضارية وأهميتها كموقع جغرافي. لذلك، ركز كل جهوده التنموية وأولى كل الاهتمام بطاقم فريد ومتميز، أشبه بـخلية إنسانية حيوية تعمل على مدار الساعة بإخلاص وتفانٍ متكامل. في وقت قصير، ها هي المخا تبرز وتجدد قلب اليمن النابض وشريانها الحيوي.

المخا.. نموذج للنهوض

يُعد الموقع الجغرافي للمخا على مضيق باب المندب، أحد أهم الممرات الملاحية في العالم، عنصرًا حاسمًا في مستقبلها. هذا الموقع يمنحها أهمية استراتيجية كبرى كبوابة لليمن نحو التجارة العالمية ومركزًا لوجستيًا إقليميًا. مع تطوير الميناء وإنشاء مناطق حرة ومشاريع استثمارية، من المتوقع أن تستقطب المخا رؤوس الأموال والشركات العالمية، ما سيخلق آلاف فرص العمل ويعزز الاقتصاد الوطني.

ستتحول المخا تدريجيًا بفضل المخلصين لهذا الوطن، الذين هم كالغيث (المطر) أينما وقع نفع بهم الله الأمم، أمثال العميد طارق صالح، إلى واجهة دولية حديثة. هنا نستخلص أنموذجين مخلصين يعملان من أجل اليمن: العميد طارق صالح في المخا واللواء سلطان العرادة في مأرب. إن عودة المخا إلى سابق عهدها لن تكون مجرد استعادة لمجد ماضٍ، بل انطلاقة نحو مستقبل جديد يضمن لليمن مكانة مرموقة على الخارطة الاقتصادية والتجارية العالمية.