آخر تحديث :الثلاثاء-03 يونيو 2025-02:10ص

في وحدة الانتقالي اليمنية.. بين ماضٍ مُنتقَد وحاضر مُرتقب: من يحكم الجنوب؟

الأحد - 25 مايو 2025 - الساعة 08:20 م
محمد مهيم

بقلم: محمد مهيم
- ارشيف الكاتب


إن تمسّكنا بالوحدة اليمنية والدعوة للاحتفاء بذكراها المجيدة لا يعني مطلقًا القبول بتزييف الواقع أو تجاوز ما تعرّض له أبناء الجنوب، وعدن خاصة، من تهميش وإقصاء خلال مرحلة ما بعد الوحدة ، ولكن، مقارنةً بوضع اليوم، نقول: سلامُ الله على ذلك الزمان، فالشواهد والوقائع هي من تقول ذلك أيضًا وتتحدّث.!!


كنا ننتظر التصحيح ممن تسلّموا زمام الأمور بعد رحيل النظام السابق، بالشراكة الوطنية، والقبول بالآخر، وبناء دولة نظام وقانون ومؤسسات ولاؤها للوطن، لا لفرد أو قرية أو منطقة بعينها.

لكن، ويا للمفارقة، جاءت الممارسات لتتجاوز ما كنا ننتقده ، فمن كانوا يرفعون شعار (استعادة الدولة)، باتوا اليوم يمتلكون جيشًا، ويسيطرون على الموارد دون أي تدخل من (شمالي واحد)، أو تدخل من جماعة (الأخوان) كما يزعمون ويستخدمون هذه الشماعة وقت الطلب ، لكنهم تفوقوا على من سبقهم في النهب والإقصاء بمراحل يصعب عدّها، وإلّا لما كان وضع الناس في الحضيض اليوم.


الأراضي التي كان النظام السابق يوزعها على حاشيته، تم ابتلاع أضعافها في عهد (الحكم الجنوبي) ، والإيرادات التي كانت تُنهب من عدن وأبين وبقية المحافظات حد قولهم، صارت تُنهب اليوم بأدوات أكثر شراسة ، وبالنظر فقط إلى حال محافظة أبين كمثال بسيط ونموذج : أكثر من ملياري ريال شهريًا تدخل جيوب المتنفّذين، بينما المحافظة تغرق في الفقر والجوع والحرمان وانعدام الخدمات.!!

وفي عدن، المدينة التي حلمت أن تكون أم المدن ، تحوّلت إلى سوق مفتوح للجبايات والفساد ، بل إن من يحكمونها اليوم أبدعوا في ابتداع (حنفيات إيرادية) تفوّقوا بها على كل متنفذي الماضي.


ومع المتغيّرات السياسية المرتقبة لرسم معالم المرحلة القادمة للدولة اليمنية، برعاية خليجية وأممية، ستجدون أنفسكم أول المرحّبين بها، وأنتم راضون كل الرضا، وغصبًا عنكم ، لأنكم في حقيقة الأمر كنتم طوال المرحلة السابقة تعملون على تعميق الوحدة والتمسّك بها أكثر من غيركم ، وبيع الوهم للبسطاء من الناس ، وما التحركات الأخيرة، والتقارب المتزايد بين المجلس الانتقالي ومجلس المقاومة الوطنية التابع لطارق عفاش، إلّا غيضٌ من فيض، وهذا ما خرج للناس من دلائل بسيطة، وما خفي أعظم مما يجري خلف الأبواب المغلقة.!!


ثم يأتي من يزايد قائلاً: "الجنوب بيد أبنائه"!

نعم، بيدهم الجبايات، والعقارات، والمليارات، وهم من كانوا حتى الأمس القريب لا يملكون حتى ثمن (تخزينة قات)، واليوم يحدثوننا عن النضال، وعن العدالة، ويزايدون بالوطنية.!


بالله عليكم، على من تضحكون؟!

الجنوب لم يُستعد، بل اختُطف مجددًا،

ولكن هذه المرة بأيدٍ تدّعي أنها من أبنائه.!!

يا هؤلاء، العدالة لا تُبنى على رماد الكذب،

والسيادة لا تعني نهب الشعب باسم الشعب.!!


( لم تنتهِ الحكاية) ..