تعتبر ظاهرة فساد الشباب الأخلاقي من الظواهر الخطيرة, والتي لاحت بالأفق حديثاً و ألقت بظلالها على الفرد والمجتمع والدولة بشكل عام،
ويمكن لنا ان نعرّف فساد الشباب الأخلاقي على أنه فقدانهم لكافة القيم والمبادئ الأخلاقية والإسلامية وقيامهم بكل ما هو منافي للآداب العامة, والذي جعلهم يسقطون تباعاً في أفعال منافية للسمة العامة للإسلام
فساد شبابنا الأخلاقي أمر نراه يوميا في شوارعنا وداخل أزقتنا وخارجها، إذ إن ذلك الفساد لم يأتي في ليلة وضحاها ,ولم يكن وليد العدم، بل جاء نتيجة ظروف معينة، كانت لها مصادر مغذية وزادت من تفاقمه حتى خرج عن السيطرة.
إن تفشي ظاهرة الفساد الأخلاقي لدى الشباب ونقول الشباب بالذات كونهم الأكثر عدداً في المجتمعات، حريٌّ بالجميع أن يبحث فيها بعمق و جدّيه لما لها من مظاهر سيئة تنعكس على الفرد والمجتمع عموما, حيث تظهر ابرز تلك المظاهر السلبية لتلك التصرفات الأخلاقية الفاسدة من خلال المشاهدة اليومية من الجميع لذلك الفساد الأخلاقي على أرض الواقع, سواءٌ بالألفاظ أو بالسلوكيات, والتي قد تكون بعضها خادشة للحياء من خلال: السّب والشتم والقذف وتشبه بعض الشباب بالنساء بالصوت واللباس,وتعاطي المخدرات,و سوء الخلق مع الآخرين بالكلام الجارح البذيء وما يرافقه من سوء أدب أو فعل خسيسٍ دنيء ينُمُّ عن رداءة الأخلاق وفسادها، او حقد او إضمار العداوة والبغضاء وصُنع المكائد للإضرار بالآخرين،او ما ينجم من اعمال شيطانية اخرى تتعارض مع عاداتنا وتقاليدنا وأعرافنا والمنافية لديننا الحنيف.
وما يحز بالنفس إن الفساد الأخلاقي لدى الشباب بات ينتشر أمام الجميع دون أن يحركوا له ساكناً, فهم يرون الإدمان الذي وصل اليه ابنائهم ومواكبتهم للتطور الهائل في عالم التكنولوجيا والاتصالات؛ والذي أتاح لهم الدخول في متاهات كثيرة,عبر شبكات الأنترنت ومغرياتها التي لا تنتهي،والانتشار الهائل للمواقع الإباحية التي أدت وبقوة الى غرس الفساد الأخلاقي لدى الشباب دون رقيب ولا محاسب .
صحيح أن المشكلة كبيرة ولكن إذا وجدت النية للتغيير سيتمكن الجميع من تعديل قواعد اللعبة وحرف المسار لإعادة أولئك الشباب إلى طريق الصواب من خلال حرص الأهل على متابعة الأبناء ومحاولة توفير بيئة محيطة نظيفة أخلاقياً, تحذوها المفاهيم السليمة لحسن الخلق المستمده من الكتاب والسنة..
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت ,فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا,,,
والله من وراء القصد .......