آخر تحديث :الثلاثاء-01 يوليو 2025-05:36م

زيارة الرئيس العليمي إلى موسكو: رسائل سياسية عميقة ودبلوماسية رفيعة المستوى وموقف الحوثيين

الأحد - 01 يونيو 2025 - الساعة 05:51 م
نجيب الكمالي

بقلم: نجيب الكمالي
- ارشيف الكاتب


زيارة الرئيس العليمي إلى موسكو، تلبية لدعوة رسمية من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تعد خطوة استراتيجية وتاريخية، حيث حظي الرئيس العليمي باستقبال رفيع المستوى يعكس عمق ومتانة العلاقات اليمنية الروسية. هذه الزيارة تأتي في سياق تحرك دبلوماسي يمني لتأكيد على العلاقات التاريخية بين اليمن وروسيا، التي تمتد لنحو مائة عام، وتعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، خاصة في ظل المتغيرات الدولية المتسارعة.


هذه الزيارة تعد علامة فارقة في مسار العلاقات اليمنية الروسية، حيث تظهر رغبة روسية صريحة في مساعدة اليمنيين في ظل المتغيرات الدولية المتسارعة وتزايد أهمية اليمن كدولة محورية في الجنوب العربي والممرات البحرية الاستراتيجية. اللقاء بين العليمي وبوتين حمل رسائل واضحة في حديث الرئيسين، عكس تطوراً في النظرة الروسية تجاه اليمن، وخصوصا تأكيده على عمق العلاقة التاريخية ودعمه للحكومة الشرعية وأهمية تعزيز التعاون بين البلدين.


حديث الرئيس د. رشاد العليمي أثناء لقاءه الرئيس الروسي حمل رسائل أكثر وضوحاً حين حرص على تفنيد الحقائق بالتأكيد على “الدعم الروسي للحكومة الشرعية لمواجهة انقلاب المليشيا الحوثية المدعومة من النظام الإيراني”. تم الاتفاق على تعزيز الشراكة بين البلدين وتحسين العلاقات الثنائية، والرئيس الروسي وافق على فتح السفارة الروسية في العاصمة المؤقتة عدن.


هذه الزيارة عززت من موقف القيادة اليمنية على الصعيد الدولي وأكدت على دعم روسيا لمؤسسات الدولة اليمنية. اهتمام موسكو المتزايد بالشأن اليمني وزيارة الرئيس العليمي لا ينفصل عن التحولات في السياسات الروسية في الشرق الأوسط، كون روسيا تدرك أن اليمن يشكل موقعاً استراتيجياً بالغ الأهمية، يتصل بالبحر الأحمر وبممرات الملاحة الدولية، وله تأثير مباشر على أمن منطقة الخليج والقرن الإفريقي.


توجّه رسالة قوية للمجتمع الدولي والحوثيين مفادها أن أي نقاش جاد حول مستقبل اليمن أو مسار التسوية السياسية لا يمكن أن يتم إلا عبر القنوات الرسمية، وتحت مظلة القيادة الشرعية التي تمثل كافة أطياف الشعب اليمني. لم تكن مظاهر الاحتفاء الشعبي بزيارة الرئيس العليمي إلى روسيا مجرد تفاعل إعلامي أو لحظة فخر دبلوماسي، بل عكست حالة وجدانية عميقة يعيشها اليمنيون منذ سنوات، مفادها أن مطلب الجميع دوله يحترمها العالم ولها حضورها في عواصم القرار العالمي.


زيارة الرئيس العليمي إلى موسكو، واستقباله من الرئيس بوتين، كانت بالنسبة لكثير من اليمنيين لحظة تعويض رمزي عن سنوات من العزلة والخذلان والفوضى. موقف الحوثيين من زيارة الرئيس العليمي إلى موسكو يجعلهم في مأزق دبلوماسي جديد في ظل استمرار رفضهم للشرعية اليمنية وعدم الدخول بحوار ينهي الصراع والتحركات الدبلوماسية. للشرعية تعزز من موقف الحكومة الشرعية وتثبت شرعيتها على الساحة الدولية، مما يتعارض مع مصالحهم وأهدافهم في السيطرة على اليمن. بالتالي، من المتوقع أن يصدر عنهم ردود فعل سلبية وانتقادات لهذه الزيارة، في محاولة منهم لتقويض الجهود الدبلوماسية اليمنية وتأكيد شرعية تحركاتهم الانقلابية.