آخر تحديث :الأحد-15 يونيو 2025-12:48ص

الكرامة تصرخ من أفواه النساء

الثلاثاء - 03 يونيو 2025 - الساعة 12:41 م
أ.د مهدي دبان

بقلم: أ.د مهدي دبان
- ارشيف الكاتب


أ.د مهدي دبان


سلبتونا كرامتنا... أذللتمونا... قهرتم شعبا كريما وقف خلفكم صفا، مد لكم أياديه وثق بوعودكم، حتى حققتم مآربكم وتركتموه في العراء، يئن من وجع الخذلان. كنا نأمل في عدلكم، ننتظر منكم إنصافا، فإذا بنا نجد أنفسنا أمام جدار الصمت والتجاهل.


خرجت النساء... نعم، خرجن بعد أن فاض الكيل، بعد أن امتلأت القلوب قهرا والعيون دمعا، خرجن لأن لا شيء بعد صوتهن يمكن أن يُقال، خرجن لأن الصمت أصبح خيانة، ولأن الألم لم يعد يُحتمل.


النساء، وهن أعز ما نملك، خرجن ليصرخن في وجه الظلم، ليكشفن حجم الجراح التي لا تُرى، خرجن ليس حبا في الخروج، بل لأنكم أخرجتموهن عنوة إلى الشوارع بما اقترفتموه، وجعلتموهن شهودًا على ما لا يُطاق.

لا تدرون ماذا فعلتم...


عندما تخرج المرأة من خدرها، من ستر بيتها، إلى الشارع، لتلوح بصوتها وجعا، وندما، وحسرة... فاعلموا أنكم فشلتم، وأن الفشل لم يعد خفيا، بل بات صوتا يهز الأرصفة.


أيها الغافلون، تداركوا فشلكم قبل أن لا يُجدي التدارك، قبل أن يتحول الأنين إلى غضب، والغضب إلى انفجار لا يُبقي ولا يذر.


المرأة التي كانت آخر خط دفاع عن صبر هذا الشعب، خرجت لتعلن أن الكرامة والأمل في حياة قد سُلبتا، وأن الوجع قد بلغ منتهاه. فاسمعوا صراخ الكرامة، وافتحوا أعينكم على الحقيقة قبل أن يغدو الصمت لعنة، ويصبح التاريخ شاهدا على خذلان لا يرحم.