آخر تحديث :الثلاثاء-24 يونيو 2025-12:51م

الناس تصرخ بصمت في ظل حكومة "الشراكة" بين الانتقالي والشرعية

الأحد - 08 يونيو 2025 - الساعة 09:55 ص
حسين الحماطي

بقلم: حسين الحماطي
- ارشيف الكاتب


بقلم: حسين الحماطي


في كل زاوية من هذا الوطن الموجوع، تلمح في وجوه الناس وجعًا عميقًا وصمتًا موجعًا.. صمت يحمل صرخات لا يسمعها أحد. صرخات شعب أثقلته الهموم، وأضنته الوعود الكاذبة، في ظل سلطة تشاركية تجمع بين الانتقالي والشرعية، لم تجلب سوى المزيد من البؤس والانهيار.


منذ عام 2015 وحتى اليوم، يتغير شكل الحكومات، وتتبدل الأسماء، ويزداد عدد الاجتماعات والخطابات، لكن الحال من سيئ إلى أسوأ، لا جديد سوى أن الثوار أصبحوا تجارًا، وأن قادة "التحرير" تحولوا إلى أثرياء، فيما الشعب يزداد فقرًا، ويعيش على فتات المعونات وانتظار الفرج.


هؤلاء الذين خدعونا بشعارات بناء "دولة الجنوب القادمة، دولة النظام والقانون والعدالة والمساواة والتنمية", لم يقدموا للشعب سوى الخذلان، واستمروا في استخدام قضاياه كورقة ضغط لمصالحهم الخاصة، وركبوا موجة الثورة ليصعدوا على أكتاف الجياع والمقهورين.


ويبقى السؤال الذي يفرض نفسه بقوة:

لماذا يصمت الشعب؟ هل ماتت فيه روح الثورة؟ أم أن الخوف أصبح سلاحًا فعالًا في يد من يتخذون من السلطة درعًا لقمع أي صوت معارض؟


ربما يخشى البعض بطش الأجهزة الأمنية، التي باتت تحمي الكراسي والمناصب لا الأوطان، أو ربما فقد الناس الأمل، بعد أن تبين أن من صعدوا باسم التحرير لم يكونوا سوى وجه آخر للظلم والفساد.


في ظل هذا الصمت المرعب، تظل الحقيقة الوحيدة المؤلمة:

أن الشعب يصرخ بصمت... ولا أحد يصغي.