ورحل أيقونة شباب الحراك الجنوبي..

لقد انطفأت كل ما تبقى من جماليات هذه الدنيا الحقيرة واسودت كافة السبل ودفنت كل الأحلام برحيلك اخي ورفيق دربي المناضل الدكتور سليم الجحافي..

لقد جاء رحيلك المفاجئ المبكر أكثر ألماً واكبر فاجعة حلت على كل من عرفك وعايشك زميلا في مقاعد الدراسة، أو صديقاً أو رفيقاً في مراحل النضال..

لحظات حياتك الأخيرة التي تقاسمتها معنا يوم امس قبل وفاتك كانت تلملم نتاج رحلة صداقة ورفقة نضال جمعتنا قضية واحدة وهدف واحد ولم نكن نعلم أن تلك السويعات ليست سوى محطة الوداع الأخير..

نعم لقد كان الدكتور سليم ذلك الشاب النبيل الذي يتحلى بكل صفات الرجولة ومكارم الأخلاق الحميدة..

رجل المواقف الذي لم يتأخر يوماً في الحضور عند كل شدة أو واجب..

الشاب المناضل الذي شارك في وضع اولى مداميك الثورة الجنوبية رغم صغر سنه حينها وتحمل بسبب خياراته تلك الكثير من المعاناة والتعب لكنه صبر وخاض غمار التحدي لأجل الجنوب الذي عشق قضيته وأمن بها..

من أوائل طلاب الجامعة الذين تحدوا الواقع واعلنوا بقوة رفض سياسة الاحتلال اليمني..

خاض يرحمه الله انتفاضة طلابية داخل أسوار كلية الصيدلة بجامعة عدن، ثم قاد مجاميع الطلاب الأحرار لمساندة وتعزيز ثورة الحراك الجنوبي وشكل نشاطه دفعة قوية رفدت فعاليات الحراك الجنوبي في عاصمة الجنوب عدن، وبقية مناطق ومدن الجنوب الأخرى..

وعندما تصاعدت وتيرة الثورة الجنوبية بانتقال فعاليات الحراك نحو الاعتصامات المتواصلة كان الدكتور سليم من أبرز الشباب الذين عملوا على تنظيم تلك المخيمات والفعاليات بالذات في كريتر بمعية الشهيد خالد الجنيدي، وغيره من الابطال، ومنها كان الراحل سليم الجحافي من أبرز شباب الحراك الجنوبي الذين خططوا وفرضوا تنفيذ العصيان المدني الذي شكل نقلة نوعية كبيرة للحراك الجنوبي قبيل اندلاع الحرب الأخيرة..

كان حلمه كبيراً وكانت الظروف أكبر وكان من ضمن المناضلين الشرفاء الذين سدت الابواب في وجوههم مؤخراً من قبل لصوص الثورة الجنوبية وقراصنتها..

كيف لا انعيك وأنت اخي الذي لم تلده أمي، الصديق الوفي، الشامخ رمز الشهامة والإنسانية، الشاب الذي لا يختلف اثنان على مروءته ونبله وفضائل أخلاقه..

الكلمات والعبارات لا تكفي حقك مهما اسهبنا بالحديث وتكلمنا وتذكرنا مواقفك أو عددنا مناقبك..

نم قرير العين، نسأل الله أن يرحمك ويغفر لك ويسكنك فسيح جناته

.. رائد الجحافي