كلما أقبل موسم الحج تهفو قلوب المسلمين إلى مكة المكرمة وتشتد الأشواق إلى صعيد عرفات وتهطل الدموع كلما عرضت شاشات العالم صور الطائفين بالبيت العتيق والداعين في منى والواقفِين لله خُشعا وخضوعا.
وها هو موسم حج 1446هـ يمر وقد سطّرت فيه المملكة العربية السعودية قصة نجاح مهيبة ليس فقط في ضبط المشهد التنظيمي بل في إظهار عظمة هذا الدين في أبهى صورة ممكنة أمام العالم.
كإعلامي يمني تابع الحج عن كثب لا يسعني إلا أن أرفع القبعة احتراما للجهود السعودية الجبارة التي جعلت من هذا الموسم تحفة تنظيمية وإنسانية.
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان أثبتا مرة أخرى أن خدمة الحجاج ليست مجرد مهمة موسمية بل رؤية راسخة وأولوية دائمة وحضورٌ حيّ لرسالة الإسلام في بعدها العملي والأخلاقي.
منذ وصول الحجاج إلى المنافذ إلى تفويجهم الدقيق في المشاعر، إلى التفاني المذهل من الجنود ورجال الأمن والعاملين الصحيين، إلى استخدام أحدث الوسائل والتقنيات الذكية، ظهر كل شيء وكأنه خُطّ على ورقة هندسية تُنفذ بأيدٍ تعبّر عن الحب والتفاني والتجربة
رأينا كيف أن التطبيقات الرقمية مثل نسك وتوكلنا خدمات لم تكن مجرد وسائل تقنية بل أدوات تسهيل حياتية وفّرت للحاج كل ما يحتاجه من معلومات وخرائط و مواعيد، إشعارات، وخدمات لحظية بلغته واحتياجه.
كما أظهرت الأجهزة الأمنية والصحية في المملكة أعلى درجات التنسيق وكان واضحا أن الحج يُدار اليوم بعقلية حديثة تمزج بين الإرث الديني والعصر الرقمي.
بالنسبة لنا كيمنيين كان لنا هذا العام شرف الحضور الروحي والتمثيل عبر البعثات الرسمية التي شارك من خلالها آلاف الحجاج اليمنيين بفضل جهود المملكة وسعة صدرها رغم الظروف السياسية المعقدة.
وقد عبّر كثير من الحجاج اليمنيين – عبر وسائل الإعلام – عن امتنانهم العميق لما لقوه من رعاية شاملة وخدمات راقية لا تفرّق بين حاج وحاج سواء في التغذية أو التسكين أو الصحة أو النقل.
الاحترام الكبير لنجاح التقدير الصادق لكل من خدم حاجا أو وقف على قدميه في الشمس لأجل راحة الآخرين يظل أقوى من أي وجع شخصي أو خلل إداري في وزارة الاوقاف اليمنية.
موسم حج 1446هـ كان شهادة حيّة على أن السعودية قادرة وسبّاقة في خدمة الإسلام والمسلمين.
شكرًا يا مملكة الحرمين وشكرا لكل عين سهرت ويد عملت وقلب أحب.