آخر تحديث :الجمعة-15 أغسطس 2025-08:47ص

السادة قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي،تحية الوطن الجريح… أما بعد:

الجمعة - 13 يونيو 2025 - الساعة 09:57 م
اللواء الركن سعيد الحريري

بقلم: اللواء الركن سعيد الحريري
- ارشيف الكاتب


نخاطبكم اليوم وفي القلب جرح نازف، وفي الذاكرة أسماء لا يمكن تجاوزها، وعلى رأسها اسم الشهيد الشيخ أنيس الجردمي، الذي فقد حياته بعد شهرين من الاعتقال غير القانوني، في واقعة مأساوية هزّت ضمير كل حر وشريف في هذا الوطن، وعرّت الواقع الأمني والسياسي الذي بات يتحكم برقاب الناس دون مساءلة أو عدالة.


وقبل أنيس، لا يزال مصير المقدم علي عُسّال الجعدني مجهولًا، منذ اختفائه القسري، في واحدة من القضايا المسكوت عنها، والتي تمثل جريمة مكتملة الأركان لا تسقط بالتقادم.

وليسا وحدهما، فهناك قائمة طويلة من المخفيين قسرًا، والمعتقلين دون تهم، والمضطهدين تحت مسميات زائفة، في ظل غياب كامل لسلطة قضائية مستقلة أو محاسبة شفافة.


هذه الوقائع لم تعد استثناءً، بل أصبحت نمطًا مقلقًا من الانتهاكات المنظمة، تُرتكب باسم المجلس الانتقالي وتحت مظلة مؤسساته الأمنية، بينما يُكتفى من قياداته بالصمت، أو بالتبرير، أو بتوزيع الاتهامات يمنة ويسرة.


يا سادة،

الشعب الذي منحكم ثقته ذات يوم، لا يمكن أن يسكت إلى الأبد على الدم، والقمع، والإخفاء، وانتهاك الكرامة.

وكل يوم يمر دون تحقيق العدالة، هو يوم تسقط فيه شرعيتكم الأخلاقية والسياسية.


إننا نحذركم – بأمانة وطنية – أن مشروع الجنوب لن يُبنى على الخوف والترهيب.

وأن من يصمت اليوم على الظلم، سيكون ضحيته غدًا.

وأن من يتواطأ أو يبرر أو يغض الطرف، هو شريك أصيل في الجريمة.


إما أن تبدأوا اليوم، وبشكل فوري، بتصحيح المسار، ومحاسبة المتورطين، وكشف مصير المخفيين، وإنصاف الضحايا،

وإما أن تترجلوا وتتنحوا، فقد سقطت عنكم آخر أوراق الاحترام، وسينطق الشعب بالحقيقة دونكم.


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،


اللواء الركن/ سعيد محمد الحريري

11 يونيو 2025