آخر تحديث :الثلاثاء-01 يوليو 2025-05:24م

تغيير النقابات بعد تقييم عملها أصبح ضرورة

الأحد - 15 يونيو 2025 - الساعة 08:00 م
بلعيد صالح محمد

بقلم: بلعيد صالح محمد
- ارشيف الكاتب


لا أكتب لانني أحب الكتابة ، ولا لانني أتقن النقد، بل أكتب لان شيئاً يسكنني لم يعد قادراً على السكوت، فالالم حين يطوى يتحول الى غصة، والخذلان حين لا يسمى باسمه يصبح عادة طبيعية تتكرر.

ولهذا أكتب لأقول شيئاً لا بد من قوله ، نحن بحاجة الى تقييم عمل النقابة في جامعات عدن ولحج وأبين وشبوة، لكن ليس من باب استيفاء المتطلبات؛ بل من باب الكرامة، كرامة الفكرة وكرامة من ظلوا مؤمنين بها حتى وهم يرونها تخذل وتطعن بخناجر مسمومة امام اعينهم من أيادي ظنناها يوماً صديقة، فما حدث خلال الأسابيع والأشهر الماضية من تعثرات وطعنات غادرة في نحر العمل النقابي ومن انكسارات للمواقف ومن غياب الصوت وقت الحاجة لا يمكن ان يمر مرور الكرام ويكثر بالمجاملات.

المسؤولية واضحة وموزعة فبعض العناصر النقابية لم تكن على قدر التحدي، خافت حين كان عليها ان تصمد، ساومت حين كان من المفترض ان تقول لا، وبدل ان تعبر عن صوت الناس اصبحت تدار في الظل، صمتت حين خُرقت القرارات من عمداء الإيرادات، وسكتت حين مورست الضغوط بل واختفت مرات متكررة حين احتاج الناس لظهورها، البعض لمح وصرح للمنتدبين في جامعته اذهبوا للتدريس فليس عليكم أضراباً فانتم مجرد أسماء مكتوبة بالقلم الرصاص ولسنا مستعدين للوقوف معكم وبعضهم ذهب الى ابعد من ذلك، حاول تبرير الغياب، وصياغة الروايات بما يرضي الجهات الرسمية لا بما يرضي الضمير النقابي.

ثم نأتي على بعض اعضاء هيئة التدريس ولا نريد ان نجمل هنا لان التواطؤ لم يكن فقط في أروقة النقابة؛ بل ايضاً في الممرات والقاعات وقد سمعنا من يريد أن يرضي ضميره ومن يريد أن ينتهز فرصة الإضراب ليرضي العميد ،فيحصل وظيفة كما يتوهم أو يوهمونه، وكان هناك من رأى بعينه ما يحدث وفضل ان لا يحرج او لا يخسر ود عميد كليته، او كي لا يُحسب على طرف الإضراب.


كان هناك من دافع عن التخاذل، كان هناك من اعطى المشروعية للنكوص، ومن اعتبر الوقوف مع الحق تشدد وتزمت، وهناك من رأى أن السكوت أسلم من المواجهة، هؤلاء للاسف كانوا شركاء في الجرح لأنهم سهلوا له الطريق.

ثم نعرج على بعض القيادات الاكاديمية في الجامعات والكليات، وبكل وضوح هناك من استهوته إيرادات الموازي فتقمص ثوب العالم الزاهد على مستقبل التعليم استخدم سلطته للترغيب والترهيب لمن قرروا المواجهة، وبلغنا أن هناك من هدد ضمنا او صراحة، ومن هدد بتحريك الإجراءات العقابية ضد من تجرأ على رفع صوته، هناك من قمع روح الجماعة باسم النظام ، ومن استعمل الادارة لا لخدمة المؤسسة؛ بل لحماية موقعه وإيرادات كليته، هؤلاء لا يمكن اعفاؤهم، ولا يمكن السكوت عن دورهم في سحق الموقف الشريف تحت ضغط الوظيفة او التلويح بالعقوبة.

لذلك أصبح التقييم الآن ضرورة وأعني بالتقييم مواجهة مع الذات، قراءة بصوت مرتفع لما جرى بكل ما فيه من أخطاء، من عثرات، من نوايا طيبة لم تكفِ ومن قرارات صائبة لم تُنفذ وقرارات خاطئة تركت آثار لا تُمحى، من الذي تكاسل ومن تخاذل ومن أعطى الضوء الأخضر ومن تساهل مع رئاسة جامعته، وما لم يكن التقييم شجاعاً فما جدواه؟ ماجدواه إذا اكتفى بالمجاملات أو قُدم على عتبة الحذر والخوف ؟

لاننا ان لم نقف لحظة ونقول هنا عثرت أقدامنا وهنا اخطأنا وهنا سكتنا حين كان يجب ان نتكلم فكل حديث عن العيش بكرامة سيكون محض ادعاء، وكل تبرير سنقدمه لاحقاً سيبدو كمن يحاول تغطية الشمس بغربال يجب أن نقف كما يليق بمن قالوا يوماً انهم اصحاب مبدأ ان نراجع انفسنا قبل ان يراجعنا التاريخ وان نسمي ما جرى كما هو لا كما يرضي من يخافون الحقيقة؛ فإن لم يكن هذا هو الوقت المناسب للتقييم فمتى، وان لم نملك الشجاعة اليوم فمتى سنمتلكها

السكوت لم يعد مقبولاً والتزيين لم يعد ينطلي والكرامة ما عادت تحتمل تأجيلاً جديداً ومن بعد التقييم نشرع بخطوة التغيير العاجل