آخر تحديث :الثلاثاء-01 يوليو 2025-05:36م

عن: استعادة الدولة الجنوبية

الإثنين - 16 يونيو 2025 - الساعة 09:01 ص
علي حسن زكي

بقلم: علي حسن زكي
- ارشيف الكاتب


بقلم / اللواء علي حسن زكي


إن أصحاب المصلحة الحقيقية في استعادة الدولة الجنوبية هم: من يدافعون عن سيادة وطنهم الجنوبي وسلامة أراضيه، ويرابطون على قمم الجبال وفي السهول وبطون الأودية، يكابدون وهج شمس فصل الصيف واشتداد حرارته، وصقيع فصل الشتاء واشتداد برودته، من قدّموا آباءهم وأولادهم وإخوانهم في محراب الواجب وميادين الحرية والتضحية والاستشهاد، من خاضوا معمعان النضال السلمي منذ حرب صيف عام 1994م رفضًا للاحتلال والذل والاستعباد، ومن خاضوا معركة المقاومة المسلحة في مواجهة محاولة حرب الاحتلال الثانية عام 2015م ورفضًا لتكريس واقع الحرب والاحتلال، من متوسط رواتبهم الشهرية لا تتجاوز الستين ألف ريال، لم تعد تساوي قيمة شيئًا قياسًا بالارتفاعات السعرية غير المسبوقة أيضًا، من يخرجون إلى ساحات وميادين النضال السلمي رفضًا للإفقار والتجويع وتدهور العملة المحلية والارتفاعات السعرية غير المسبوقة أيضًا، وتردي الخدمات العامة وانقطاعات الكهرباء والماء، وتمسكًا بحقهم الوجودي في الحياة الحرة والعيش الكريم رغم المضايقات المخالفة لحقوق الإنسان وللشريعة والقانون.


إن مصلحة هؤلاء / مصلحة كل أبناء شعب الجنوب، تكمن في استعادة دولتهم الجنوبية الضامنة للأمن والاستقرار والسكينة والسلم الأهلي، ومحاربة الإرهاب، وحماية الأرواح والأموال والأعراض، والحقوق والحريات الخاصة والعامة، وتحقيق العدالة الاجتماعية والمواطنة المتساوية، وهبوط الأسعار، والتنمية المستدامة، والخدمات العامة، ومكافحة الفساد، والإضرار بالمال العام، والقضاء على تهريب المخدرات، وعلى ظاهرة البطالة، وتوفير الوظيفة العامة، وهيكلة الأجور والمرتبات، وإطلاق العلاوات بما يتناسب مع مستوى متطلبات المعيشة، وتحقيق كامل تطلعاتهم في العيش والحياة، وفي بناء حاضرهم ومستقبل أجيالهم اللاحقة.


وفي السياق، هناك من كانت ظروفهم الاجتماعية والمادية قاسية شأنهم شأن بقية إخوانهم المواطنين الآخرين، وتاليًا لحرب 2015م تحسنت أوضاع وأحوال بعضهم. حماسهم لاستعادة الدولة صار أقل من حماس ربعهم مع الحديث عن استعادة الدولة، ربما منهم تمسكًا باستعادتها، ومنهم للحفاظ على أوضاعهم وأحوالهم وتواجدهم في المواقع، وقد يكون لتخوفهم أنه في حال تم استعادة وبناء الدولة الجنوبية، دولة المؤسسات والنظام والقانون والشفافية والرقابة والمحاسبة والمؤهل والتخصص والخبرة والتجربة والعدالة الاجتماعية والمواطنة المتساوية الخالية من كل أمراض الماضي ومساوئه الاجتماعية، فإن ذلك قد لا يساعدهم على الوصول إلى المواقع القيادية، وبالتالي فإن وضعهم الراهن أفضل مترافقًا مع الحديث عن استعادة الدولة.


سيظل شعب الجنوب بكل شرائحه وفئاته وألوان طيفه، بقيادة مجلسه الانتقالي (المكون وليس الأفراد)، صاحب الحق في استعادة وبناء دولته الفيدرالية كاملة الحرية والسيادة والاستقلال، والنصر أبدًا حليف الشعوب المقهورة.