في زمن الشاه .. ايران والعرب تعايش واستعلاء

رغم الانفاس الليبرالية والعصرية للعهد الإمبراطواري في ايران ، إلا ان شاه ايران محمد رضا بهلوي ظـل الى اخر لحظة في حكمه مؤمناً بفكرة الاستعلاء الفارسي على جيرانه العرب التي كان يبثها وينفخ فيها بعض القوميون في بلاده .. وكتجسيد لهذه الفكرة وبدعم بريطاني وامريكي جـعل من ايران شرطي المنطقة عسكرياً وسياسيا ....ً

ايران كانت تعتبر البحرين ايرانية ، ولم تسمح حتى بتسمية الخليج بالخليج العربي ، حيث كان الاسم الرسمي المتداول (الخليج الفارسي ) إلا ان فـرض الرئيس الراحل جمال عبدالناصر اسم (الخليج العربي ) في الستينات في زمن المد القومي العربي ..

كانت العائلات الحاكمة للساحل العربي من الخليج مُتصالحة مع الفكرة الايرانية ومسايرة لها ، وكان الملك السعودي الراحـل فيصل بن عبدالعزيز بحكمة وحنكة قد توصل مع شـاه ايران الى قـواعد متينة للعلاقات بين البلدين حـفِــظت للسعودية استقرارها وامنها ، وتركت للشاه بهلوي ومن حوله من القوميون الفرس النوم في الاحلام الامبراطورية دون تنغيص الى ان استيقـظـو على ضجـيج الحسينيات و العمائم في بلادهم ، حيث اُجبرو على الرحيل من السلطة والبلاد ..

كان شـاه ايران متعقلاً فيما يخص الطريقة التي يدير بها جيرانه من البدو العرب شؤن حكمهم لمشيخاتهم .. لم يتدخل في كل شيء والشاه بطبيعته الليبرالية لم يكن ميالاً الى المغامرات الطائشة ، لكنه كان محافظاً على عناوين ورمزيات الامبراطورية الفارسية يروي الصحافي المصري الراحل (محمود السعدني ) انه اتـفـق في العام 1976م مع ثري اماراتي على اصدار (جريدة الفجر ) وبالفعل صدرت الجريدة بانفاس قومية عربية وبشعار بارز : صحيفة العرب في خليج العرب) )

اصدرت الجريدة اعداد قليلة خلال اسابيع من صدورها ، لكنه تم توقيف اصدارها بتوجيهات من الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان رئيس الدولة وطُلب من الصحفي المصري السعدني مغادرة البلاد خلال يومين ... اتضح فيما بعد ان سبب الاغلاق وطرد الصحفي المصري مكالمة احتجاج شديدة من البلاط الامبراطوري في ايران على شعار الجريدة :.......خليج العرب