آخر تحديث :الثلاثاء-01 يوليو 2025-04:58م

عندما يُكتب الرثاء ...

الإثنين - 16 يونيو 2025 - الساعة 09:42 م
طه بلعيد المرقشي

بقلم: طه بلعيد المرقشي
- ارشيف الكاتب



عندما يكتب الرثاء في رجل وهامة مثل الوالد الراحل ناصر علي عبدالله، تتحرك اليد ببطء شديد لتكتب ذلك الرثاء بالحبر الممزوج بالدمع والقلب تائها في ذكرى ماضً للراحل في كل لحظة لهُ بها مرور وذكرى...


عندما اكتب الرثاء لا سيما في راحل من الرعيل الأول لا أعرف حينها هل أحزن على فراقه المر أم على ماضٍ كان فيه بجوارنا أم على مستقبلٍ ينتظرنا وحدنا...


وعندما ارثيه لا أعرف من أين أبدا ! وإن بدأت فمتى سأنتهي!

فما عهدته إلا عابداً، صادقاً، متواضعاً، كريماً، بشوشاً، سباقاً لفعل الخير، مغلاقاً لباب الشر، زاهداً في الدنيا، وراغباً في الدار الآخرة...


لقد عاش حياة البسطاء، وحياة العباد الزهاد، مؤديا لفريضته، مصلياً في الصف الأول، مؤذنا منادياً للصلاة عند غيره، لا يثنيه كبر سنه عن الصلاة والعبادة..


وكان كريماً معطاءً، لا يكل ولا يمل في فعل الخير سواءً كان لغريب أم لقريب، لا يفرق بين أحد، وأيضا كان لنا مدرسة واسعة بلا مقاعد محدودة مقدماً لنا تلك النصائح الذهبية التي تعبد لنا صعوبة الطريق...


هذا شيء يسير من بعض صفاته الحسنة وذكرياته الجميلة.


رحيل مثله نزل كالصاعقة على كل قلب شخص يعرف الراحل عن قرب..


نعم لقد فقدنا ركيزة أساسية من ركائز القبيلة القديمة وعموداً مهماً من أعمدتها، ذلك الرجل الذي عاصر الحياة بشتى ضروفها وألوانها، والذي بقي لنا ذكرى جميلة تذكرنا بالرعيل الأول الذي لم يبقى منه الا بعدد الأصابع في القبيلة...


وفي الختام: لا أنسى الراحل الوالد احمد سالم صالح ذلك الذي عاصر الراحل الأخير من الشباب الى الشيب، كانا ثنائيا جميلاً في المنطقة، فحتى وإن رثيت الراحل الوالد احمد سالم صالح برثاء سابق، الإ أن قلم الرثاء أبا إلا ان يجمعهما معاً، رحمهما الله رحمة واسعة وأسكنهما فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً...


طه علي