آخر تحديث :الثلاثاء-01 يوليو 2025-02:22ص

فتحي بن لزرق في البلكونة

الأربعاء - 18 يونيو 2025 - الساعة 11:03 م
محمد أحمد بالفخر

بقلم: محمد أحمد بالفخر
- ارشيف الكاتب


أحبتي الأكارم ها نحن نلتقي بكم مرة أخرى في (كل خميس) بصحيفة عدن الغد بعد انقطاع بسيط نتيجة توقف الصحيفة عن الصدور بمناسبة إجازة عيد الأضحى المبارك والذي اسأل الله العلي القدير أن يعيده علينا وعليكم وقد تحقق لبلادنا الأمن والأمان والاستقرار في كافة الجوانب الحياتية والمعيشية وأن تنقضي فترة التيه الطويلة للأمة اليمانية والتي تجاوزت تيه بني إسرائيل بمراحل طويلة،


مع الفارق بين الحالتين تيه اختياري لشعب لم يعرف طريقه وتيه عقاب رباني لأمة عاصية لربها،


وعلى كل حال كل عام وأنتم في خير وسعادة،


في إجازة العيد شاهدت الأخ العزيز فتحي بن لزرق في البلكونة وتحديداً مع الإعلامي محمد الصلوي في برنامجه (بلكونة بودكاست) وهو من ضمن برامج البودكاست المنتشرة في السنوات الأخيرة والتي لاقت رواجاً لدى المشاهدين بنسب متفاوتة، لأنها في الغالب يكون محور الحديث فيها عن السيرة الذاتية بتفاصيلها للضيف وتعتمد أيضاً على السرد التاريخي للمراحل التي مرّ بها أو عاشها سلباً أو إيجاباً بانسيابية وتفاصيل لكل صغيرة وكبيرة وفي الغالب مقدم البرنامج يترك للضيف الاسهاب في الحديث دون مقاطعة منه حتى يكمل الفكرة ويتوقف من نفسه إلاّ محمد الصلوي الذي سارع بمقاطعة الأخ فتحي لمجرد أنه بدأ يتحدث عن الأستاذ محمد بالفخر فأخرجه من الموضوع برمته حتى لا يُكمل ولك الله يا بالفخر،


وموضوعي هنا عن القصة الملهمة للأخ فتحي والتي ينبغي أن يستفيد منها كثير من الشباب الصغار وبالذات خريجي كليات الاعلام في بلادنا والذين يزداد عددهم عاماً بعد آخر وكثير منهم ربما لم يجد باباً له مفتوحاً عند هذا الوزير أو ذاك المسؤول لإنه لم يكن من ذوي القربى ولا من المؤلفة قلوبهم ولا يحظى بإمكانيات أو مكانة خاصة،


وللعودة الى بلكونة الصلوي والتي فضفض فيها الأخ فتحي عن كثير من مراحل حياته والتي ممكن أن نقف عندها ذلك المشهد التصويري له وهو طفل صغير في الثالثة أو الرابعة من عمره وهو على كتف ذلك المهرّب يحمله ومعه اسرته في عقبة جبل ثِرَه الشاهق في محافظة أبين في رحلة النزوح عن الديار ليوصلهم في الظلام الدامس وعبر الطرق الوعرة الى منطقة البيضاء في الجمهورية العربية اليمنية التي كانت ملاذاً آمناً لآلاف الأسر النازحة الفارّة من نعيم الاندلس المفقود في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في ذلك الوقت،


طبعاً هذا المشهد الذي ظلّ عالقاً في ذاكرة الطفل الصغير فتحي ولم تلتقطه حينها كاميرة مصور ولم تبثه قناة تلفزيونية لأن كل ذلك لم يكن موجود حينها


لكننا نرى الآن ملايين اللقطات والمشاهد المتكررة لملايين المضطهدين في كثير من البلدان وأطفال غزة مثالاً حياً لما تقترفه آلة الإبادة الصهيونية دون رحمة وحقيقة هو تشبيه مع الفارق لكن النزوح هو النزوح،


ونتمنى كما تمنّى فتحي ألا يتكرر في الحالة اليمنية،


وطبعاً مسارات حياته مثله مثل الكثير معاناة وشقاء وخاصة بعد أن تعرّض والده لضائقة مالية عادوا بعدها الى قريتهم في أبين بعد عام من قيام الوحدة اليمنية، ورغم الضائقة المالية التي تعيشها الأسرة إلا ّ أن الهمة كانت عالية لدى هذا الطفل الصغير الذي بدأ العمل في الفلاحة ورعي غنم الاسرة استمرّ في دراسته وبدأ مرحلة الثقافة والوعي عن طريق شراء بعض الصحف والمجلات ومنها مجلة العربي الكويتية التي كانت حينها وهي حقيقة من مصادر الوعي في ذلك الوقت،


ورغم دراسته الجامعية في كلية الحقوق بجامعة عدن إلا أن هاجس الصحافة والاعلام كانت بمثابة الحلم بالنسبة له فشقّ طريقه في هذا الجانب وكانت صحيفة الأيام العدنية هي المنطلق نحو تحقيق مشروعه الخاص حتى استطاع انشاء موقع الكتروني ثم تحوّل الى صحيفة ورقية أسبوعية إلى أن أصبحت يومية ثم تفرّع الى جوانب إعلامية أخرى متعددة وحقق نجاحات كبيرة بفضل الله كان لها الأثر الإيجابي عليه وعلى أسرته جميعاً نقلتهم من حالة البؤس والشقاء إلى النعيم الوفير ولله الحمد والمنة،


صحيح أنه في فضفضة البلكونة أشار الى من قدّم له الدعم والمساندة في مسيرة النجاح، إلاّ أن قصته ملهمة ممكن أن يستفيد منها كل شاب طامح للنجاح.