آخر تحديث :الثلاثاء-24 يونيو 2025-01:16م

وطن الداخل ووطن الخارج

السبت - 21 يونيو 2025 - الساعة 04:07 م
عصام مريسي

بقلم: عصام مريسي
- ارشيف الكاتب



أصبح الوطن الذي يعاني انعدام الخدمات ويعيش الويلات وتتدافع إليه الماسي التي باتت تتلاطم لتردي الوطن نحو مزيد من المهالك وتقحم مواطن الداخل الذي فرض عليه العيش في وطن النكبات ليقاسي الأزمات التي تتفاقم نحو الأسوأ والأسوأ .

انهيار كارثي للعملة انتهاء خدمة الكهرباء التي أصبحت زائرا لايزور الأجهزة الكهربية للمواطنين وأعني مواطني الداخل إلا غبا وخدمة المياه التي أوشكت أن تتداعى وتدخل في تنافس مع خدمة الكهرباء في التعالي والترفع عن زيارة منازل مواطني الداخل .

وتعليم متعثر منذ سنوات دون معالجة أوضاعه لتفادي كوارث تهميش العملية التعليمة التي نتائجها الكارثية باتت وشيكة الظهور في تجلي جيل قادم من الأميين في ظل سياسة التجاهل التي تتبعها القيادات السياسية الخانعة والعاجزة واتخاذ الحلول السهلة غير المكلفة مادية في حين أن تكاليفها التعليمة على الأجيال القادمة مكلفة تعليميا إذ يلوح في المستقبل مع إتباع سياسة الترفيع ونقل التلاميذ من مرحلة إلى أخرى دون حصاد تعليمي وتربوي سيجعلنا أمام أجيال مهمشة أمية خاوية من القيم الإجتماعية والتعليمية و الاخلاقية.

خدمة صحية قاصرة لنقص المخصصات وتحويلها إلى خدمات تجارية.

رواتب لا تتواكب مع قيمة العملة في سوق العملات حولت فئة الموظفين إلى أفقر شرائح المجتمع مع تأخير رواتب الموظفين.

هذا الوطن مع كل تلك العاهات وغيرها كثير أصبح حكرا على المواطن الذي فرض عليه العيش مع كل تلك العيوب والنواقص وانعدامها في حين أصبحت شريحة السياسين والقادة على مستوى الحكومة والقيادات الحزبية والإدارية والعسكرية والمطبلبن لهم وطن في الخارج في مصر والإمارات والسعودية وتركيا وبعض دول أوربا حتى لا يمسهم المعاناة التي يعيشها مواطني الداخل .

هذا الصنف من مواطني الخارج لا يتقدمون نحو الوطن إلا لأثبات أحقيتهم في وظاىفهم ومراكزهم ومناصبهم واستمرار حصادهم لمميزات تلك المناصب ثم الفرار من المعاناة التي لا يلمسوها هم واسرهم لأنهم إذا حضر وا نحو الوطن اقاموا في قصورهم في معاشيق وجولدمور بعيدين عن كل أنواع المعاناة التي يعيشها مواطني الداخل في ظل توفر كل الخدمات في المدن المعزولة معاشيق وجولدمور.

مواطني الخارج لا يحضرون إلى وطن الداخل إلا على سبيل الضيافة لقص شريط مشروع وهمي او حضور صلاة العيد او حفل يوم وطني أو اثبات حضورهم وأحقيتهم في قسمة من القسمات ثم العودة فورا إلى أوطانهم في الخارج.

ولهذا فأصبح المواطنون على صنفين مواطن الداخل الذي فرض عليه العيش مع كل المعاناة لاثبات وطنيته وليس له ادنى حق في تذوق خير الوطن وثرواته التي اصبحت حكرا على مواطني الخارج الذين لهم كل التمتع بخيرات الوطن خالصة دون معاناة لانهم اصبحوا مواطني الصف الأول.

عصام مريسي