اليمن بعد الحرب: الفرصة التاريخية لحل دائم

مع انتهاء الحرب الإسرائيلية–الإيرانية، تتجه أنظار المنطقة والعالم نحو ملفات كانت مؤجلة بفعل التوترات الإقليمية، ويأتي الملف اليمني في مقدمة هذه القضايا. لقد حان الوقت لإعطاء اليمن الأولوية القصوى، فزوال المهدد الأكبر للاستقرار الإقليمي يُسقط كل مبررات التأجيل أو التجاهل.

انكسار الحلم الإيراني بامتلاك سلاح نووي سيُفضي إلى تحول استراتيجي في سياسات طهران، لتصبح على الأرجح أكثر ميلاً للسلم والانكفاء الداخلي. وفي ظل هذا التحول، سيفقد الحوثيون الداعم الأقوى والأكثر تأثيرًا في المشهد اليمني، ما يُمهّد الطريق لحل سياسي حقيقي وشامل، ينهي سنوات من المعاناة والانقسام.

بالنسبة لدول الخليج، فإن انتهاء الصراع الإقليمي الأكبر سيمنحها فرصة نادرة للتركيز على التنمية الداخلية، والتعامل الجاد مع أزمات الجوار. واليمن، بوصفه الخاصرة الجنوبية للجزيرة العربية، يمثل عمقًا استراتيجيًا لا يمكن الاستغناء عن استقراره. ولهذا، فإن دعم اليمن واستقراره سيكون استثمارًا مباشرًا في أمن الخليج وازدهاره.

اليوم، ولأول مرة منذ سنوات، تبدو الظروف مهيأة أكثر من أي وقت مضى لتحقيق سلام دائم في اليمن. فهل تلتقط الأطراف المعنية هذه اللحظة؟

احمد السخياني