آخر تحديث :السبت-22 نوفمبر 2025-05:23م

وجع السنين الذي لا أنساه!

الأربعاء - 25 يونيو 2025 - الساعة 11:11 م
صالح المنصوب

بقلم: صالح المنصوب
- ارشيف الكاتب


منذ الطفولة أشعر بفراغ روحي وألم يعصرني كلما تعود بي الذاكرة إلى تذكر الماضي ، وبالذات حينما يداهمني المرض أفكر بمن كانت سبباً في وجودي ولم احضي مرة بنظره في حياتي لأراها ، كلما أرى موقف أم مع ابنها لا استحمل واتوه في الخيال و أبكي كطفل ولا يعرف الأولاد القصة ، هي حكاية إنسان عاش العطش الروحي و حرمان من حضن الأم الذي يزيح عنه الوحشة ، اعيش العذاب وأبحر في الأحزان والمواجع ، لا يعرف قيمة الأم الا من فقدها في طفولته ولم يحظى برعايتها ومن عاش اليتم والعذاب معاً ، غطت الجده رحمها الله الفراغ وكانت هي الأم وأنستني اليتم حتى بعد أن أصبحت أباً ، لست ضعيفاً ابدأ لكن كلما أشرد في البحث عن صورة لأمي ولو ببعضاً من ملامحها أبكي وتسكب الدموع لكنها لاتروي عطش فقدان من كنت اتمنى ان استجمع ولو بعضاً من ملامحها واقبل أقدامها ، تحكي لي نساء القرية عن طيبتها وعدم جرحها لأحد ، كانت شديدة الرحمة و كانت تشبة الخالة التي أحبها و لاتفارفني صورتها لكن هل هي بكل ملامحها ، خسارتها أيضاً لشقيقاتي منها معجبة وفاطمة التي لم نحظى بملامح بسيطه منهما ايضا فقد لحقن بها وأخي الصغير أيضاً وبقيت إنا ، لكن ملامح الأم اختفت و أبحث عن ضوء فقدته .

عشرات السنين ضاعت من عمري وتبقى الحلم المعجزة رؤية امي رحمها الله ، وأبقى في كل مناسبة بإنتظار إتصال من أمي..

آه كم تكسرني لحظات التأمل للأبناء مع الأمهات

كلما أرى أم وابنها وهو يضع يده على رأسها أو يقبلها أشرد وأبكي عليك يا الروح المدفونة بقلبي ، اقول لمن له أم يحمدالله ويبرها ويقبل أقدامها في كل وقت ، الجده رحمها عوضتني الكثير وظلت تسأل عني دائماً وكلما اشتاقت لي تقول كأنني أشم رائحة أمك كنت ابكي وانا صغيراً وأسال عنها وكانت الأجابات ستعود من الوادي ، كم أضعف وأنكسر و تبلل الدموع ثيابي كلما تذكرت كلمات الجدة وبكائها برحيل أمي ، أمي وفي مرضي أتذكرك وأحس يديك على رأسي أو همس سؤالك عن صحتي ، أمي عشت وجع الحياة وحيداً بدونك ، لا أعرف موعد للقاك أنت والجده والجد ، برحيلكم فقدت سعادتي واتحسر وأعيش الألم الروحي ، دموعي التي تصعد من عمق قلبي لن تطفي ناراً تشتعل من وسط القلب ولم اعد استحمل وجع السنين التي ضاعت بدون أمي لم أعش لحظة الأمومة منذ طفولتي ، كل ايامي وجع وألم كل لحظة لن تغفر لي دموعي أبدا.

كم كانت أمنياتي أن ترين أطفالي وأنا أباً وتفرحين معي ، كم اشعر في المناسبات الاجتماعية بالحزن لأن هناك نقص في سعادتي لأنك الضوء الذي انطفاء ، كلما اعود من رحلة لا أجدك أمامي .

وأخيراً اترحم على أمي رحمها الله وكذا الرحمة لجدتي وجدي الذين اهتموا برعايتي طفلاً وشاباً واباً..

تحققت كل الأحلام ولم يتبقى سوى حلمي الأخير الذي يسألني عنه الاصدقاء ولن يتحقق أبداً لأنه معجزة تبكيني دائماً وهي رؤياك يوماً يا أمي وهذا مستحيل .