آخر تحديث :الأحد-13 يوليو 2025-01:41م

الحقيقة المنسية خلف العلب البلاستيكية

الجمعة - 27 يونيو 2025 - الساعة 03:45 م
خالد شرفان

بقلم: خالد شرفان
- ارشيف الكاتب


في زوايا الشوارع وفي الأسواق وفي أماكن تجمع النفايات، نجد الأطفال والكبار يجمعون علب البلاستيك الفارغة بشغف منذ الصباح الباكر، كأنهم يجمعون كنزًا ثمينًا، عمال استقطعوا وقتًا من عملهم للتجميع، وأطفال تائهون قد يتركون المدارس ليجمعوا أكبر عدد منها، كل أمانيهم جمع أكبر عدد منها للحصول على ريالات معدودة بعد بيعها، لاتكمن الخطورة هنا وحسب!

بل خلف هذه الظاهرة الإنسانية في ظاهرها يكمن خطر كبير لا يراه الكثير.


علب الماء البلاستيكية التي نستعملها يوميًا ثم نرميها يظن بعضنا بأنه يجوز "صحيًا" استعمالها وإعادة تدويرها!، أما بأستخدامها كما هي لأغراض غذائية أخرى وأما بإعادة صهرها مرة أخرى للغرض نفسه، لكن الأصل في الموضوع أن كل قارورة من هذه القوارير تحمل على سطحها تاريخًا صغيرًا، يظنه البعض أنه يشير إلى صلاحية الماء الذي بداخلها، بينما الحقيقة الصادمة أن هذا التاريخ يخص البلاستيك نفسه!، هذا ماشاهدته على إحدى القنوات الفضائية وهي تحث الناس على استعمال العلب الزجاجية؛

ولا ينبغي استخدامها "البلاستيك" لأي غرض آخر ولو لحفظ العسل والسمن أو أي مشروب آخر.


نعم.. أن البلاستيك مادة قابلة للتدوير، ولكن ليس كما يُشاع لدينا بأنه يدوم إلى الأبد كتدوير علب الماء، فمع مرور الوقت وتعرض العلبة للحرارة وأشعة الشمس الحارقة تبدأ المواد الكيميائية الداخلة في تركيب البلاستيك بالتحلل والانبعاث إلى السائل المخزَّن بداخلها، هذه التفاعلات لا تُرى بالعين المجردة لكنها كفيلة بأن تجعل من الماء النقي سمًا بطيئًا يفتك بجسد الإنسان بصمت، أهمها السرطان وأمراض أخرى.


وما يزيد الطين بلّة هو أن بعض هذه المصانع أو محلات التعبئة تعيد استخدام تلك القوارير مرات عديدة دون أدنى مسؤولية صحية أو رقابية أو وازع، أما غسلها بشكل سطحي وإعادة تعبئتها وبيعها للمواطن الذي لا يعرف أنه يبتلع خطرًا مع كل رشفة، أو كما أشرت في الأعلى صهرها وأذابتها بعد تجميعها من الطرقات ومن على أسطح مياه الصرف الصحي لتتم عملية تشكيلها مرة أخرى للاستخدام!.

أليس من الواجب أن يكتب على ظهر العلبة بأنه تم طرقها وسحبها وإعادة تدويرها (ثم يترك للمشتري حرية الشراء)؟!.


قبل أن تنهي الموضوع يجب أن نضع حدًا لهذه العادة التي تمارس تحت راية "التدوير" بينما هي في حقيقتها جريمة صحية وإنسانية!،

أنا لا أدعو لإيقاف جمع العلب وقطع أرزاق الناس إن كنا نظن أن جمع مسببات الموت رزق، ولكنني أدعو لأن تكون هناك رقابة على وجهتها النهائية، ما أن أشاهد هؤلاء وهم يبيعون كميات كبيرة من تلك العلب حتى ينتابني نوعًا من الألم والأسف معًا، لذلك يجب توعية من يجمع تلك العلب من شرها، ووضع قوانين رادعة للمخالفين "أقصد هنا ملاك مصانع الماء"، ووضع رسائل بسيطة تُشرح للعامة خطورة استخدام علب "قوارير" منتهية العمر الافتراضي، ولا ينصح استعمالها بعد المرة الأولى لها مجددًا، مع نصح المستهلك على استخدام البديل "العلب الزجاجية مثلًا".


أخيرًا العلبة التي تُجمع اليوم قد تكون سبب في مرض أحدنا غدًا "لاسمح الله "، فلنفكر جميعًا بمسؤولية... قبل أن نسمح لأنفسنا شرب سمًّا مغلفًا دون علمنا.