آخر تحديث :الثلاثاء-01 يوليو 2025-02:22ص

جرائم السحر والشعوذة غياب القانون يشجع انتشارها في اليمن

الجمعة - 27 يونيو 2025 - الساعة 07:46 م
عبدالرحمن علي علي الزبيب

بقلم: عبدالرحمن علي علي الزبيب
- ارشيف الكاتب


تنتشر جرائم السحر والشعوذة في اليمن في الأرياف والمدن اليمنية بسبب غياب القانون الذي يجرمها ويضبط مرتكبيها حيث يخلوا قانون الجرائم والعقوبات اليمني من أي نص قانوني يجرم ويعاقب مرتكبي وقائع السحر والشعوذة سواء من السحرة والمشعوذين أو ممن يلجأ اليهم للإضرار بالآخرين بالرغم من انتشارها وتواتر القصص المؤلمة هلى وقائع سحر وشعوذة تسببت في تفكك أسر وضياع حقوق وتعطيل ممتلكات.

ويؤثر ذلك بشكل كبير في تماسك المجتمع ويشعل نزاعات كان بالإمكان تلافيها والحد منها اذا ما تم تجريم جرائم السحر والشعوذة في القانون اليمني وضبط مرتكبيها وانزال اشد العقوبات ضدهم بعد التحري والتحقق منها.

وبمطالعة المنظومة القانونية العربية نجد أن قوانين الجرائم والعقوبات العربية نصت صراحة على تجريم السحر والشعودة وتعاملت تلك القوانين العقابية مع السحر والشعوذة بنوعيها سواء كانت فعلا اعمال روحانية وسحر ويؤثر في البشر الحقوق والممتلكات او اذا كانت وقائع نصب واحتيال للاستيلاء على أموال المواطنين بطريقة الاحتيال بأن يقوموا بعمل سحر لخصومهم ويستولون على أموالهم دون حصول أي شيء فالقوانين العربية تجرم تلك الوقائع وتشدد العقوبة في وقائع جرائم السحر الذي يكون لها تأثير على الاخرين وتكون العقوبة أقل تشدداً اذا كانت الوقائع نصب وتحايل دون تأثير في الآخرين .

وهنا لانتكلم عن وقائع خيالية بل وقائع فعليه في الواقع حيث تنتشر قصص مؤلمة في المجتمع اليمني عن قصص سحر وشعوذة وتأثيرها على المجتمعات والأسر ومن تلك الوقائع التقيت مصادفة قبل حوالي شهر بشخص يشكوا بأن أحد الأشخاص قام بسحر شخص آخر من أقاربه وانه اعترف بذلك وعندما ذهب الى الشرطة لفتح تحقيق في الواقعة رفضوا فتح تحقيق بمبرر أن هذه الواقعة غير مجرمة في القانون ولايعاقب عليها لذلك لامسوغ لفتح تحقيق فيها.

كما ان أحد الأصدقاء والذي كان ذو شخصية قوية ولديه ممتلكات وفجأة تراجعت نفسياته وضاع معظم أمواله وتعطلت حياته بسبب السحر وانه تابع قضيته وشكواه دون جدوى لعدم وجود نص قانوني في القانون اليمني يجرم السحر والشعوذة .

ويوضح الشاكي المذكور بحصول تغييرات نفسية مفاجئة في الشخص المتضرر من السحر ولكن لايعرف كيف يقدم شكواه ويخشى بأن يحصل صراع بينه وبين ذلك الشخص خارج اطار القانون ويحصل مالايحمد عقباه .

وهنا نعود إلى أهم نقطة وهو وجوبية وجود نص قانوني واضح وصريح يجرم وقائع السحر والشعوذة سواء كانت فعليه ويتضرر من ذلك السحر المجتمع او وقائع احتيال للاستيلاء على أموال الأشخاص بالتحايل وليكون ذلك مبرر ومسوغ قانوني لانزال حملات أمنية والتحري والتحقق من مرتكبي جرائم السحر والشعوذة وتتبعهم وضبطهم واحالتهم للمحاكمة بوقائع السحر والشعوذة .

البعض يشكك في وقائع السحر والشعوذه وانها وقائع روحيه وخيالية والبعض يؤكد خطورة السحر والشعوذة وأن هناك تأثيرات خطيرة على بعض الأشخاص بسبب السحر والشعوذة والبعض قد يفقد عقله ويدخل في امراض نفسية بسبب السحر والشعوذة .

وهنا نوضح لمن يشكك في وقائع السحر والشعوذة وانه ليس لها تأثير في المجتمع بأن القران الكريم أفرد عدد كبير من الآيات القرآنية التي أكدت على وقائع السحر والشعوذة وان تلك الوقائع تعتبر من الكبائر وتعتبر من وقائع الشرك بالله على من يلجأ للسحرة والمشعوذين لانه يذهب اليهم مؤمن بهم وباعمالهم الشيطانية وأما السحرة والمشعوذين فيرتكبون وقائع أخرى ضمن وقائع السحر من تدنيس للقران الكريم وغيرها من الوقائع للتقرب من الجن ليقوموا بتعطيل الأشخاص او الأراضي والبيوت والمزارع والمنقولات وغيرها او لاثارة النزاع والتفريق بين أبناء الأسرة الواحدة حسداً وغيره والبعض يلاحظ وجود أوراق وطلامس غير مفهومة ورسومات يضعها البعض في منازل الآخرين والبعض يضعها في جثث الموتى او في الابار المهجورة او في جدران المنازل ويقوم بحفر الجدار ووضع تلك الطلاسم بداخل الجدار واخفائه فيه بوضع الاسمنت والرنج فوقها لتضييعها واخفاؤها والبعض يضعها في الفراش ومؤمنين بأن لها تأثير كبير وخطير على تماسك الأسر والمجتمعات وقد تصل الى التفريق بين الزوج وزوجته وفقدان عقل الضحية بسبب السحر وتعطيل الممتلكات وآثار إجرامية خطيرة من تفكك المجتمع وتضييع الحقوق بسبب وقائع السحر والشعوذة.

وهنا نتذكر قصص متواترة عن وقائع سحر وضعها بعض الأقارب لاقاربهم حسداً عليهم لتعطيلهم ومن تلك القصص أن شخص قام بالذهاب الى ساحر ليعمل عمل لاحد اقاربه ليخرجه من القرية الذي يقيم فيها وبالفعل خرج من القرية لأكثر من عشرين عام وهام في المناطق البعيدة عن قريته وكلما يصل الى اتجاه قريته يتحول الجو الى ظلام مخيف ليتراجع ويعود ادراجه بعيدا عن قريته واستمر عشرين عام بعيداً عن قريته وفي احدى المرات اثناء مرورة بأحد الأشخاص من الطائفة اليهودية ناداه ذلك اليهودي وقال له ان شكله مضطرب وغير طبيعي وسأله من اين هو فلاحظ أنه من قرية بعيدة فاستغرب من مكوثه بعيدا عن قريته فسأله متى آخر مره زار قريته فقال قبل عشرين عامة فقال له انه معمول له عمل أي سحر ليغادر قريته من ضخص من أقاربه حسداَ وغيره مثلما حسد أخوه يوسف أخاهم يوسف وقام بعمل عمل ينقض ذلك السحر وبالفعل عاد ذلك الشخص بعد عشرين سنه ليلتقي بوالده وأسرته بعد فقدانه عشرين عام بعد ان كان لايستطيع العودة بسبب السحر والكثير من القصص المؤلمة الذي كان لها أثر خطير على تماسك الأسر وضياع الحقوق بسبب الحسد والغيرة من قبل البعض على بعض الأقارب او الأشخاص او بسبب نزاع فيلجأ الى السحر لينتقم منه ويعطل حقوقه ويعطل انسانيته وذلك عمل اجرامي خطير يستوجب ملاحقة مرتكبيه وضبطهم للحفاظ على تماسك المجتمع .

فتجد بعض الأسر والأشخاص عندما يدخل في نزاع مع شخص آخر أو حصول الحسد والغيرة من شخص آخر يقوم بالذهاب للسحرة والمشعوذين لعمل سحر يكسر نفسيته ويضيع حقوقه والبعض يسحر منازل ومزارع وغيرها لتعطيلها حسداً وغيره.

وأكثر مؤشر على انتشار جرائم السحر والشعوذة في المجتمع اليمني هو انتشار مراكز الرقية والعلاج بالقران الكريم الذي بزيارة سريعة لتلك المراكز تجد ازدحام كبير لمصابين بالسحر والشعوذة ويستلزم معالجة وقائع السحر والشعوذة بازالتها من جذورها وعدم الاكتفاء بمعالجة المتضررين من تلك الوقائع الخطيرة.

ويستلزم تفعيل دور مؤسسات وسلطات الدولة للحد من انتشار وقائع السحر والشعوذة في المجتمع اليمني عبر الخطوات التالية :


1-.تعديل قانوني عاجل لقانون الجرائم والعقوبات ينص صراحة على تجريم وقائع السحر والشعوذة وعقوبات رادعة ومشددة لمرتكبيها سواء من السحرة او من لجأ اليهم لسحر الأخرين وتعطيلهم وتحميل الساحر وطالب السحر المسؤولية الجنائية والمدنية والتعويض عن الاضرار الذي تسبب به السحر على الضحية وان يتضمن العقاب عقوبات تكميلية باغلاق ومصادرة ممتلكات الساحر والتعويض اذا كان ساحر فعلا يتعامل مع الجن للاضرار بالاخرين مقابل مبالغ يدفعها المستفيد الحاسد او المنتقم من خصمه ووقع السحر والتعطيل بسبب ذلك السحر.


2-. ان يشمل النص القانوني المقترح تجريم أيضا وقائع السحر والشعوذة غير الصحيحه والذي يكون فقط مسوغ لهم للاستيلاء على أموال الاخرين ويستلزم ان لاتكون ضمن وقائع نصب واحتيال فقط بل يستلزم أن يتم تشديد العقوبة كونه ادعاء بالسحر والشعوذة وهذا خطير على تماسك المجتمع .


3-. ان يشمل النص القانوني المقترح وجوبية الزام جميع اقسام الشرطة والجهات الأمنية بالتحري والتحقق من أماكن السحر والشعوذة وتنفيذ حملات مستمرة لاغلاقها ومصادرتها وضبط مرتكبيها من السحرة والمشعوذين وأيضا ضبط من ثبت لجوئهم اليهم للاضرار بالاخرين وان يتم الاهتمام باي بلاغات او شكاوى والتحري منها والتحقق من صحتها ليتم الضبط العاجل وفقا لتحريات صحيحه وواضحة .


4-. أن يشمل النص القانوني المقترح ضبط ومعاقبة مشددة لكل من ثبت لجوءه للسحرة للاضرار بالاخرين لتعطيل الاخرين وممتلكاتهم حسدا او غيره وانتقام وتحميله التعويضات القانونية لتعويض المتضرر وتشديد حبسهم لردعهم وردع الآخرين عن اللجوء للسحر والشعوذة للاضرار بالاخرين.


5-. الاهتمام بشريحة المرضى النفسيين وتخصيص مبالغ مالية مناسبة من الدولة ومن فاعلي الخير لتقديم خدمات طبية نفسية وادوية نفسية مجانية وان يتم انشاء صندوق مالي لايرادات مستدامة لتشغيل مراكز طبيه نفسية ومن تلك الموارد ما يتم مصادرته من أموال وممتلكات من ثبت عليهم وقائع السحر والشعوذة ومن يلجأوا اليهم للاضرار بالاخرين.


وفي الأخير :


نؤكد على خطورة وقائع السحر والشعوذة على تماسك المجتمع والأسر ووجوبية المسارعة في تعديل قانون الجرائم والعقوبات ليشمل نص قانوني واضح يجرم وقائع السحر والشعوذة ويشدد عقوبتها سواء كانت وقائع سحر مؤثرة على الاخرين او وقائع نصب واحتيال للاستيلاء على أموال الاخرين بالاحتيال وتشديد العقوبة على كلا الواقعتين ليكون هناك مسوغ ومبرر للجهات الأمنية لتنفيذ حملات أمنية مستمرة على جميع أوكار وأماكن السحر والشعوذة في جميع المحافظات والمديريات وضبط مرتكبيها ومصادرة ممتلكاتهم ومقار أعمالهم الاجرامية وأن يشمل النص العقابي تجريم وعقاب من ثبت لجوءه الى السحرة للاضرار بالاخرين والزامهم بالتعويض عن الاضرار الذي تسببوا فيها للآخرين.

ونرسل رسالة عاجلة لكل من لجأ لساحر للاضرار بالاخرين بأن يتقي الله ويتراجع عن ذلك العمل الاجرامي وان يصحح ماقام به ويزيل السحر الذي وضعه كونه سيتحمل مسوؤلية ذلك في الدنيا وسيحاسب ويعاقب عليها في الاخرة باعتبارة مشرك بالله والاضرار بالاخرين ومهما كانت نيران الحقد والانتقام والحسد والغيرة تشتعل في قلوب وصدور البعض فهذا لايبرر اللجوء للسحر للانتقام .

ونؤكد على وجوبية المسارعة في تعديل قانون العقوبات للنص صراحة على تجريم وعقاب مرتكبي وقائع السحر والشعوذة وتشديد العقوبة على مرتكبيها وتنفيذ حملات أمنية مستمرة لضبط السحرة والمشعوذين في جميع المحافظات والمناطق للحفاظ على تماسك المجتمع وتنظيف المجتمع من تلك الأوكار الاجرامية التي مازالت حتى الان خارج اطار القانون وخارج اطار التجريم والعقاب رغم خطورتها كون جرائم السحر والشعوذة غياب القانون يشجع انتشارها في اليمن.