المبدع الحاوري بدأ مع الأسف، يفقد البوصلة في محتواه الكوميدي، الذي كان في بداياته لافتا ومميزا، خصوصا حين ركز على تقليد الشخصيات السياسية بأسلوب الكوميديا السوداء. كان لهذا التوجه وقع خاص لدى الجمهور، لأنه لامس همومهم، وسخر من شخصيات مثيرة للجدل اتفق معه الجمهور فيها، فكان التقليد حينها متناغم مع مشاعر المتابع (بين استياء وسخرية، وبين نقد لاذع وذكاء فني).
لكن مع انتقاله إلى تقليد شخصيات من مختلف الاتجاهات، بدأ ذلك الزخم يخفت. فتقليد الفنانين والمشاهير الذين يحظون بمحبة وتقدير واسع لا يحقق نفس الأثر، لأن الجمهور لا يجد في ذلك هدفا ساخرا أو رسالة نقدية واضحة. بل على العكس، قد يشعر البعض أن هذا النوع من التقليد يفتقر إلى المبرر، وربما يلامس حدود الاستفزاز غير المقصود منه.
وهنا، من المهم أن يتنبه #الحاوري إلى هذه النقطة قبل أن يخسر شريحة من جمهوره الذي أحب محتواه لجرأته وذكائه، لا لمجرد قدرته على تقليد الأصوات أو تسريحة الشعر او الحركات.
نصيحة أخيرة، جمال التقليد لا يكمن في المهارة الصوتية وحدها، بل في اختيار الشخصية المناسبة، واللحظة المناسبة، والرسالة التي يحملها ذلك التقليد. فالسخرية من شخصية يجلّها الناس قد تُفهم كاستهزاء، لا ك فن.
أظن أن الرسالة وصلت.