آخر تحديث :الإثنين-07 يوليو 2025-01:38ص

هل حان زمن استبدال العرب؟!

الأربعاء - 02 يوليو 2025 - الساعة 09:58 ص
منصور بلعيدي

بقلم: منصور بلعيدي
- ارشيف الكاتب


يعيش العالم العربي اليوم أسوأ أيام تاريخه منذ فجر الإسلام، ولم يبلغ الانحطاط به ما بلغه اليوم حتى في عصر الجاهلية، التي كان في أهلها شيء من الصفات الرفيعة من إباء وعزة ونخوة ونجدة، وهي صفات أهلتهم لاستقبال رسالة الإسلام. أما اليوم، فقد فقدت جميعها.


لقد منَّ الله علينا برسالة الخاتمة، وأعطانا ربنا كل ما يتمناه الإنسان. بسط لنا الأرض ووهبنا أفضل موقع على سطح الكرة الأرضية، ودفن تحت أقدامنا - كعرب - كل خيرات وثروات الأرض: غاز، بترول، ذهب، مرجان، وديان خصيبة، مناخات متنوعة، وأرض خصبة.

صب علينا ربنا الرزق صباً، فجعلنا من أغنى شعوب الأرض بلا منازع.

أعطانا من أسباب الوحدة كما أعطانا من أسباب الثروة، وأعطانا لنكون متحدين ما لم يعطه لأي شعب آخر: لغة، ثقافة، دين، نسب، قبلة واحدة، وكتاب واحد.


فكيف أدرنا الأمانة؟!

هل نشرنا علماً نافعاً؟

هل نصرنا مظلوماً؟

هل رفعنا راية العدل؟

هل صدعنا بالحق؟

هل طبقنا حكماً رشيداً؟

هل وحدنا كلمتنا وأرضنا؟!


لا والله... بل نشرنا فسقاً، وحللنا حراماً وحرمنا الحلالاً وصرنا مضرب الأمثال شرقاً وغرباً في السفه والتبذير والإسراف.

ضيقنا على مساجدنا، وصنعنا أشباه شيوخ ليخرجوا لنا ديناً سلطوياً فاجراً.

حاربنا بعضنا بعضاً، ونفذنا أجندة أعدائنا، ودفعنا لهم ثرواتنا ليحمونا من بعضنا البعض.

أسسنا حكماً عضوضاً جبرياً، ثم استدعينا أعداءنا ودفعنا لهم التريليونات ليحموا عروشنا الظالمة، عروش لم يخترها أهلها، بل وضعها ودعمها وحماها أعداء أعدائنا.


لا إسلاماً رفعنا، ولا عدلاً نشرنا، ولا ديناً اتبعنا، فأخزانا الله وسلط علينا أعداءنا ينهشوننا نهشاً.

نحن قوم أعزنا الله بالإسلام، فمهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله.


يا عرب، هذا ما نحن عليه: أذلاء بلا كرامة ولا نخوة ولا عزة. تداعى علينا أعداؤنا كما تتداعى الأكلة على قصعتها، ولِمَ لا؟!

فديننا دين عز، ولا أدري من أين جاء ذل قومنا. ولم نعي قول ربنا: (وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم). فهل حان زمن استبدالنا؟!


والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.