في حادثة مؤلمة ومفجعة، قُتل الشيخ صالح حنتوس، مسؤول مراكز تحفيظ القرآن الكريم في محافظة ريمة، على يد من يزعمون أنهم يمثلون "المسيرة القرآنية" – وهي التسمية التي تتخذها جماعة الحوثي شعارًا دينيًا لتبرير ممارساتها.
وتأتي هذه الجريمة لتسلط الضوء من جديد على حجم التناقض بين الشعارات التي ترفعها هذه المليشيا وبين أفعالها على أرض الواقع.
الشيخ حنتوس لم يكن مقاتلًا ولا سياسيًا، بل كان رجل علمٍ ودعوة، كرّس حياته لخدمة القرآن الكريم وتعليم الأجيال واغتياله بتلك الطريقة الهمجية البشعة يُعد انتهاكًا صارخًا ليس فقط لحرمة النفس البشرية، بل أيضًا لرمزية القرآن الذي يدّعون السير في "مسيرته".
الدلالات العميقة لهذه الجريمة :
1. زيف الشعارات الدينية: تكرار استهداف علماء الدين والدعاة يكشف أن "المسيرة القرآنية" ليست سوى غطاء أيديولوجي لمشروع سلطوي لا علاقة له بالقرآن،بل يتناقض مع قيمه في العدل والرحمة.
2. خوف الجماعة من التنوير الحقيقي: استهداف شخصيات تعليمية ودينية مستقلة يعكس خشية الحوثيين من الأصوات التي تنشر الوعي الديني المعتدل، وتفضح انحرافاتهم الفكرية.
3. محاولة إخضاع المجتمع بالقوة: هذه الجريمة تأتي ضمن سلسلة من الانتهاكات التي تهدف إلى إخضاع المجتمع بالقمع والترهيب، وتكميم كل من يرفض الانصياع لأجندة الجماعة.
إن مقتل الشيخ صالح حنتوس هو جرس إنذار جديد يؤكد أن مشروع الحوثيين لا يبني دولة ولا يحمي دينًا، بل يهدم القيم باسم الدين، ويستبيح الدماء تحت غطاء بعض الشعارات الزائفة
"" "" "" "" "" "" "
