بألم بالغ وغضب لا يهدأ، ننعى إلى شعبنا اليمني العظيم الشيخ الجليل صالح بن أحمد حنتوس، الذي ارتقى شهيدًا وهو على عهد القرآن والتربية والإصلاح، في جريمة بشعة ارتكبتها مليشيا الحوثي الإرهابية، عندما حاصرت منزله المسالم، وقصفته بلا رحمة، فاستشهد هو وحفيد أخيه، وأُصيبت زوجته، وتروعت نساء وأطفال لا ذنب لهم إلا أنهم آمنوا بالقرآن والحق والكرامة.
لقد كان الشيخ صالح حنتوس طيلة حياته منارات نور، يعلّم كتاب الله، ويربي أجيالًا على المحبة والصدق والإصلاح، فكان استهدافه بهذا العنف الدامي، دليلاً إضافياً على الطابع الوحشي والمجرم لهذه العصابة، التي لا ترقب في مؤمنٍ إلًا ولا ذمة، ولا تعرف غير لغة الدم والخوف والخراب.
إن هذا الحادث الإجرامي، ليس معزولًا عن سجل مليء بالانتهاكات والجرائم التي ارتكبتها هذه الجماعة المارقة بحق شعبنا، من قتل وتشريد وتفجير وحرمان وتجويع، وهو دليل على رعبها من الكلمة الحرة، من دعاة الإصلاح وحَمَلَةِ القرآن، ومن كل من يمثل ضمير اليمن الحيّ.
اليوم، الرحيل الأبيّ للشيخ حنتوس ليس مجرد فاجعة، بل نداءٌ صارخ إلى كل الأحرار في اليمن بأن ساعة الخلاص قد أزفت، وأن لا مكان للتراخي، ولا مبرر للصمت، ولا عذر في تشتيت الصف الجمهوري.
إن دماء الشيخ حنتوس وكل الشهداء الأطهار، أمانة في أعناقنا، لا يُوفى حقها إلا بتوحيد الكلمة، ورص الصفوف، وتجاوز الخلافات، والانطلاق بقوة نحو تحرير اليمن من هذا الكابوس الحوثي، واستعادة الدولة والكرامة والسيادة.
كما نناشد كل القوى الوطنية، ومجلس القيادة الرئاسي، بتحمل مسؤولياتهم التاريخية، والمضيّ الحاسم نحو معركة الخلاص، فشعبنا لم يعد يحتمل مزيداً من الألم، ولا مزيداً من التجاهل والتقاعس.
وللضمير الإنساني في العالم، نقول: إن لم تكن هذه هي الجرائم التي تستحق التصنيف بالإرهاب، فمتى؟ وإلى متى يُترك شعبنا فريسة لعصابةٍ تعيث في أرضه فسادًا بلا رادع؟!
الرحمة للشيخ الجليل، والعزاء لأسرته ولكل أحرار اليمن،
والعار للقتلة،
والنصر لليمن الجمهوري العظيم.
فؤاد باربود
2 يوليو 2025م