محمد صالح الشحيري
لن تنتهي دوامة الإخفاقات التي تعيشها البلاد اليوم إلا من خلال إعلان مشروع وطني يجمع كافة الأطياف السياسية في الجنوب، لإعداد رؤية موحدة تكون المرجعية السياسية للجميع، ويجري إعدادها على أسس وطنية توافقية، تمهيدًا لإعلان الانفصال والعودة إلى ما قبل 22 مايو 1990م.
لماذا هذا المطلب بالذات؟
لأننا لم نرَ في هذه البلاد سوى العبث والألم، نعيش في الجنوب واقعًا مؤلمًا ونحن نشاهد خيرات وطننا تُهدر أمام أعيننا ويستفيد منها الآخرون، في ظل صمت مطبق من الجميع.
لدينا مجلس رئاسي عاجز عن الفعل منذ توليه السلطة، ومجلس وزراء لا يزال تحت التمرين، فاقد للقرار، عاجز حتى عن تشغيل ساعة كهرباء واحدة لنا في أبين أو غيرها من المحافظات. واليوم نسمع عن تغييرات قادمة في هذا المجلس، ما يؤكد أننا نُدار بـ”ريموت كنترول”، ونعيش على رقعة شطرنج، اللاعبون فيها هم السعودية، والإمارات، والحوثي، أما نحن، فنُستخدم كجنود على هذه الرقعة.
فإلى متى سنظل على هذا الحال؟
أقولها وبكل صراحة: لم تعد تهمّنا الشرعية، ولا الجمهورية اليمنية. نحن نريد وطنًا نعيش فيه أحرارًا وسادة، بدلًا من هذا الهوان والذل والاستبداد.
لا تشعر إطلاقًا أنك تعيش في دولة، ولا تشعر أن هناك قيادة حقيقية تحكمك، أو مسؤولين تلجأ إليهم في وجه الظلم والعشوائية التي نخوضها يومًا بعد آخر. لقد أصبحنا نعيش في واقع أشبه بالغابة، والدليل أن راتب شهر مايو لم يُصرف إلا في اليوم الأول من يوليو 2025م.
أين تذهب خيرات هذا البلد؟ لا أحد يعلم!
كفى عبثًا بخيرات الجنوب.
إنها تكفينا لنعيش بكرامة، وأسيادًا في وطننا، مكرّمين بخيراته.
كفى.. كفى.. كفى!
