آخر تحديث :الأربعاء-16 يوليو 2025-03:18م

شرفاء في طي النسيان والنكران .. الأستاذ والشخصية الاجتماعية صالح علي محسن الضحاك

السبت - 05 يوليو 2025 - الساعة 10:38 م
أ. محمد مانع التأمي

بقلم: أ. محمد مانع التأمي
- ارشيف الكاتب


يأفل الشرفاء في زمن الجحود، وتغيب أسماؤهم عن المناصب والأماكن التي هم لها أهلاً وكفوا! ، ويزهر الحمقى وكل قريبٍ من سيد الحكم. نعم، إنه القانون السائد في بلدي، والأمر الواقع والمرير الذي نعيشه ونتعايش معه. ولكن إن غيّبوا حكام المرحلة النبلاء، فإن التاريخ سيخلدهم في ألمع صفحاته، وستكون كلماتنا حاضرة ببساطتها لتنقّب عنهم وتشمخ بذكر مواقفهم النبيلة والسامية.


وهانحن اليوم في رحاب هذه الكلمات والسطور مع القامة التربوية والشخصية الاجتماعية الفذة الأستاذ القدير صالح علي محسن الضحاك، الذي بذل عصارة جهده وسنين عمره في خدمة التعليم وحقول التربية. معلمًا نبيلًا ومخلصًا، وإداريًا حكيمًا ولبيبًا! .عرف أن العلم هو الركيزة العظيمة في بناء الشعوب، وأن النشء هم أساس ذلك؛ فكرّس كل جهوده في سبيل هذه المهنة العظيمة، بعيدًا عن الظهور الإعلامي أو المصالح الدنيوية التي يسعى لها قادة اليوم.


عمل لأجل الجميع في الوطن الجنوبي عامة، وردفان وحالمين خاصة. لقد كان من مؤسسي مدرسة حالمين النموذجية، التي عمل فيها أستاذًا لسنوات عديدة، ثم وكيلًا وإداريًا حكيمًا، وعضوًا نشطًا للجنة الرقابة والتفتيش المدرسي بالمديرية. كما أُوكلت إليه مرات عديدة مسؤولية الإشراف على سير الامتحانات النهائية للتعليم الأساسي والثانوي في رباعيات ردفان حينذاك.


كما ساهم بدور فعّال في تأسيس ثانوية مجحز، وقد اختاره أبناء منطقة مجحز رئيسًا لمجلس الآباء، لما عرفوا عنه من وفاء وإخلاص ونزاهة. له مساهمات ومشاركات نبيلة، ليس في حالمين فقط، بل في مديريات ردفان أجمع .


لم يقتصر عمله في الحقل التربوي فقط، بل كان عضوًا نشطًا في المجلس المحلي للمديرية في الدورة الأولى من عام 2001م وحتى نهاية عام 2006م. له بصمات عديدة ومشاركات جميلة بمعظم الفعاليات والأنشطة والمشاركة في اللجان الانتخابية والاجتماعية بالمديرية، دليلًا على إخلاصه ووفائه لأهله وأبنائه في مديرية حالمين.


يُعد من الشخصيات الاجتماعية في حالمين ممن لهم بصمات خيرية واجتماعية في حل المشاكل وإصلاح ذات البين. وعندما انطلقت شرارة الثورة السلمية الجنوبية، كان من أوائل المناضلين الذين لبوا نداء الواجب مع رفاقه في الحراك الجنوبي حينذاك، والمشاركة في جميع المظاهرات وأدوات النضال السلمية ضد المحتل اليمني، والمشاركة الفاعلة في مختلف الأحداث والمنعطفات التي مر ويمر بها جنوبنا الحبيب حتى يومنا هذا.


وعندما شاهد واقع التعليم في حالة انهيار والمعلم يتضوَّر جوعًا، رأيته يحترق كما احترقت هذه الشمعة المضيئة لمدة 39 عامًا في ميادين العلم والتعليم. لم يسكت بل صرخ في وجوه من أوصلوا التعليم والمعلم إلى هذا الوضع الصعب والخطير، لأنه يعلم بأهمية العلم والتعليم ونتائج انهياره السلبية على المجتمع جميعًا.


وأخيرًا، فدوره وحضوره أكبر من أن تختصره الكلمات، ولكنه تذكيرًا ووفاء لقامته التربوية والاجتماعية. ولذا يجب علينا أن نقدر ونحترم مثل هذه الشخصيات التي ساهمت في خدمة المجتمع والمشاركة في تقدمه وتطوره. كما نطالب السلطة المحلية والمجلس الانتقالي النظر لمثل هؤلاء الشرفاء وإنزالهم في أماكن استحقاقهم وتكريمهم وفاء وعرفانًا لأدوارهم النبيلة .