آخر تحديث :السبت-16 أغسطس 2025-11:27ص

سلموا أبين القيادة واعرفوا أمورًا تسركم

الأربعاء - 09 يوليو 2025 - الساعة 09:25 ص
د. أنور الصوفي

بقلم: د. أنور الصوفي
- ارشيف الكاتب


الأبيني عندما يتسلم منصبًا يرى نفسه مسؤولًا عن كل المواطنين، فتراه ينسى نفسه وبيته ويعمل لبيته الكبير الوطن، والشواهد كثيرة ومتعددة، فلو نظرنا لمسيرة القيادات الأبينية لرأيت العجب العجاب، ولسرك ما تسمعه وتراه، فعلى سبيل المثال لا الحصر عاش سالمين بين المواطنين ولم يخلف لأسرته إلا بيتًا من اللِّبن وراتبًا لا يفي بوجبة، عاش سالمين كما يعيش أي مواطن في تلك المرحلة، مات سالمين ولكنه انطبق عليه قول الشاعر: كم مات قوم وما ماتت مآثرهم.. وعاش قوم وهم في الناس أموات.


جاء الرئيس علي ناصر محمد وغادر السلطة ولم يخلف وراءه إلا أفضل دولة في المنطقة، وجاء المشير هادي ورأيتم كيف حافظ على الدولة، ولم يذهب إلا بعدما سلم دولة لثمانية ولكنهم فشلوا في إدارة ما تركه لهم من إنجازات وخير شاهد كهرباء الرئيس.


يا سادة أبين لا يأتي منها إلا رجال دولة، فلم يتسابق قادتها لجني الأموال ولا لحجز الأراضي، بل يتسابقون لبناء دولة، فالأبيني عندما يتسلم السلطة يتساوى أخوه مع أي مواطن في الوطن، ولربما قدم المواطن على أخيه من أمه وأبيه.


أبين لا يأتي منها إلا الأحرار الذين يرفضون بيع الوطن ولو بكنوز الدنيا، وخير شاهد عبارة المهندس أحمد الميسري التي قال فيها: نحن لسنا سلعة للبيع، هذا حالهم وهذا ديدنهم رجال دولة من أصغرهم إلى أكبرهم، جيناتهم جينات رجال دولة، ولا يفكرون بما بعد السلطة من أموال وأحواش، ولكن كل تفكيرهم محصور في ما يتركوه من سمعة ودولة، فسلموهم القيادة واعرفوا أمورًا تسركم.