آخر تحديث :الجمعة-15 أغسطس 2025-12:55ص

الحوثي.. واقع فرض نفسه، وتحالفات تكشف النوايا.

الخميس - 10 يوليو 2025 - الساعة 01:05 م
جميل محمد الشعبي

بقلم: جميل محمد الشعبي
- ارشيف الكاتب


بات الحوثي اليوم قوة مهيمنة على الأرض، شاء البعض أم أبوا. الإقليم والمجتمع الدولي لم يكتفيا بالتعامل معه كأمر واقع، بل ذهبا إلى حد التماهي معه ودعمه بصورة غير مباشرة.


في عام 2019، كانت قواتنا على مشارف مدينة الحديدة، قاب قوسين أو أدنى من تحقيق نصر استراتيجي بقطع شريان الإمداد البحري للحوثي. لكن الضغوط الأميركية والبريطانية حينها حالت دون استكمال التحرير، لتُمنح الجماعة قبلة الحياة مجددًا.


وحتى مع موجة الضربات الجوية الأميركية الأخيرة، التي توقعنا أن تترافق مع عمليات برية لاجتثاث الحوثي، لم يحدث شيء من ذلك. بل على العكس، استفاد الحوثي من هذا الزخم ليعزز موقعه ويفرض شروطه على الإقليم والمجتمع الدولي من موقع قوة.


اليوم، يمارس الحوثي قرصنته في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي، دون رادع حقيقي، في مؤشر خطير على حجم التماهي والصمت الدولي تجاه تصرفاته.


من الواضح أن هناك توجهًا إقليميًا ودوليًا لتكريس الحوثي كحاكم أمر واقع، وشريك في أي تسوية سياسية قادمة. هذه حقيقة يدركها القاصي والداني.


وفي خضم هذه التحولات، ما الذي يجب علينا فعله كجنوبيين؟ كيف نحافظ على مكاسب قضيتنا الوطنية، وتضحيات شعبنا، ونمنع ضياعها في زوابع التسويات والمصالح؟


علينا أن نعي جيدًا ما يُحاك في الكواليس، وأن ندرك خطورة ما تقوم به بعض دول الإقليم، التي تمهد الطريق لتوسيع نفوذ الحوثي وتسليمه البلاد، بإيعاز من القوى الكبرى وبأدوات إقليمية معروفة.


الحذر واجب، والتعاضد ضرورة. فالتاريخ علمنا أن "المؤمن لا يُلدغ من الجحر مرتين". إن لم نستفِق اليوم، فقد نجد غدًا أرضنا وثرواتنا في قبضة الحوثي، وبدعم من أقرب الحلفاء الذين وقفنا معهم بإخلاص في معركتنا المشتركة لصد المشروع الفارسي، وحماية الأمن القومي العربي.