آخر تحديث :الأحد-13 يوليو 2025-01:22ص

ثلاثية اليمن الوهمية

السبت - 12 يوليو 2025 - الساعة 01:44 م
د. عارف الكلدي

بقلم: د. عارف الكلدي
- ارشيف الكاتب


لن تقام لليمن قائمة ولن يستطيع أن يدخل إلى التاريخ الحديث حتى يتخلص من ثلاثية السيد والقبيلي والمدني.


الوعي الجمعي اليمني في الشمال والجنوب والشرق والغرب والوسط على حد سواء ترسخت فيه على مدى قرون طويلة ثقافة خرافية وهمية تعتقد أن الهاشمي والقبيلي والمدني كأنهم ثلاثة أجناس مختلفة.


وفي هذه الثقافة الوهمية قُدِّس السيد، ودُنِّس المدني، وخُدِّر القبيلي من جهتين: من جهة دُنِّس أمام السيد، فهو يقدِّم له فروض تبعية المدنّس للمقدّس ، ومن جهة أخرى يريد أن يعوض عن كرامته المسلوبة بإحالة عناصر التدنيس إلى المدني.


هذا التقسيم ليس إلا خرافة، فالهاشمي ليس مُقدسا، والمدني ليس مدنسا، والقبيلي ليس عنصرا مزدوجا بين التقديس والتدنيس، فالجميع أمام الطب الحديث سواسية لهم نفس الأجهزة والأعضاء والخلايا، وأمام الإسلام الحقيقي والعصر الحديث الجميع آدميون متساوون بحقوق المواطنة.


تعثَّرت ثورة أكتوبر لأنها سلكت سبيل القضاء على هذه الخرافة بالإكراه وليس بالإقناع التدريجي، وتعثَّرت ثورة سبتمبر لأنها نقلت بعض عناصر القداسة الوهمية من السيد إلى شيخ القبيلة والرئيس والفندم، وتعثَّرت أيضا ثورة فبراير وتعثَّر الحراك الجنوبي لأنهما لم يكونا على وعي كافٍ.