ودعنا هامة اجتماعية وشعرية الفقيد الشاعر محسن عوض، الذي كان في ساحة القول حاضر البديهة، قوي الحجة لا يلين في محاوره. كان إذا وقف أمام الصف، صمتت الألسن وأرهفت الآذان انتظارًا لما سيلقيه من أبيات شعرية ومن روائع ألاقوال المليئة بالحكم.
يعرف متى يصعد بالكلمة ومتى يترك لها أن تهبط في قلوب الناس لتسكن طويلاً.
تمتع الفقيد بحضور في المراجيز الشعرية الشعبية التي تمتاز بها بوادي مناطقنا في أبين وشبوة، مع كبار الشعراء، مما جعل قصائده تترك تراثًا أدبيًا عميقًا في نفوس السامعين.
وكان مما قاله في قصيدة طويلة عن صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال، ننقل مطلعها:
يا اهل غزة عانكم رب السماء.. والنصر بإذن الله قادم لا محال.
غزة عظيمة مثلما لمح البصر.. لطمه قوية ضد جيش الاحتلال
الطفل المدلل لليهود المقردة.. واليوم حان النصر إذن يا بلال
وفي قصائد أخرى عبر الفقيد عن الأحوال التي يعيشها المجتمع، ننقل مطلعها:
من فيـن ابـدأ ومـاذا قـول للعالـم
هل العالم ختل اوالشاعر طلع مجنون
ومن سالني على الوضع مش فاهم
قدني بحاله وقلبي با البلاء مشحون
عيوني مفتـح لا صاحي ولا نايـم
والنفس مسدود قانع من حياة الهون
دنيـا دنيـه ومـا حد منهـا سالـم
تضحك علينا ومن يؤمن بها مفتون
وغيرها من القصائد التي لا نستطيع أن نحصيها أو ننقلها في مختلف المجالات السياسية والاجتماعية
وبهذا المصاب الجلل فقد رحل عنا هامه اجتماعية وشعرية قل ما تجد مثله .. ونسأل الله أن يغفر له ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.!!
