مهما بلغ الإنسان من العلم والمعرفة، ومهما تراكمت لديه الخبرات، يبقى عرضة للخطأ؛ لأن الإنسان بطبيعته غير معصوم، والكمال لله وحده سبحانه وتعالى.
فالإنسان الذي يعترف بخطئه، هو الإنسان القادر على التصحيح، والمثل يقول: الاعتراف بالخطأ فضيلة. لكن هذا المبدأ بات غائبًا – للأسف – في مجتمعاتنا، والدليل ما وصلت إليه أوضاع بلادنا من تدهور على مختلف المستويات.
ومن جانب آخر، فإن الاعتراف بكفاءة الآخرين لا يقل أهمية عن الاعتراف بالخطأ. بل هو واجب على كل من يريد الخير لوطنه. فحين نعترف بقدرات الآخرين ومهاراتهم، نتخلص من أمراض الأنانية وحب الذات، ونفتح الطريق أمام العمل الجاد بمبدأ "وضع الشخص المناسب في المكان المناسب".
هذا هو الأساس المتين لأي نجاح حقيقي. وبه تُبنى الدولة المدنية الحديثة، وتُفرض سيادة القانون، ويُعمل بمبدأ الثواب والعقاب: الثواب لمن أحسن، والعقاب لمن أساء، أياً كان موقعه، لأن القانون يجب أن يكون فوق الجميع، ولأجل الجميع، وفي خدمة الجميع.
فمتى سنرى أبناء هذا الوطن – كلٌّ من موقعه – يعملون بهذه المبادئ، ويتعاملون بها بإخلاص في إطار اختصاصاتهم؟ متى سنتوقف عن تحميل المواطن وحده ثمن الأخطاء والفشل، ونعمل بصدق على معالجتها؟
هذا هو العلاج الحقيقي، الشافي بإذن الله، لكل ما نحن فيه من تراجع وأزمات. وإن لم نبدأ بذلك، فستبقى أوضاع بلادنا في عدن وأخواتها من مدن الجنوب تتدهور من سيئ إلى أسوأ، وسيظل المواطن هو الضحية.
والله على ما نقول شهيد