آخر تحديث :السبت-19 يوليو 2025-01:04م

#أكذوبة_مقولة_الوطن_للجميع

الجمعة - 18 يوليو 2025 - الساعة 10:14 م
علي المسقعي

بقلم: علي المسقعي
- ارشيف الكاتب


لم تعد مقولة "الوطن للجميع" سوى أكذوبة مفضوحة تتردد على ألسنة الساسة والمسؤولين الفاسدين، لتغطية جرائمهم وامتصاص غضب الناس .


فالمواطن البسيط، صاحب الدخل المحدود، لم يعد يجد قوت يومه، بينما تُنهب خيرات بلاده أمام عينيه بلا خجل أو حساب.


في بلد يدّعي حكامه تمثيل الثورة والقضية، تحولت السلطة إلى غنيمة يتقاسمها اللصوص، فصار من حملوا شعارات التحرر والعدالة أغنى الأغنياء، يعيشون خارج البلاد، يقيمون في الفلل الفخمة، ويتعالجون في أرقى المستشفيات، بينما يدرّسون أبناءهم في الجامعات الخاصة، داخل الوطن وخارجه. أما المواطن، فقد أصبح عاجزاً حتى عن تسجيل ابنه في جامعة حكومية داخل بلده، بسبب انهيار دخله، وتردي الخدمات، وغياب أي دعم أو اهتمام.


المواطن يتقاضى راتباً – إن جاء – كل شهرين، وكأنه صدقة لا حق، ومع كل تأخير تزداد ديونه وتتراكم عليه همومه، في ظل انهيار العملة وارتفاع الأسعار، وانعدام الرؤية الاقتصادية .


فحكومة الشرعية، أو ما تبقى منها، لا تملك خطة ولا هدف سوى التسوّل الدولي باسم معاناة شعب لا تهتم به.


يتوسلون المانحين باسم الجياع، بينما موائدهم عامرة، وأرصدتهم تتضخم، ويأخذون من الوطن ولا يعطونه شيئاً.


لقد حُرم المواطن من أبسط الحقوق: الأمن، الدواء، الوظيفة، التعليم، والكرامة.


وفي المقابل، لم تتضرر مصالح المسؤولين، لم تُمسّ امتيازاتهم، ولم يشعروا بشيء من الضيق الذي يخنق الشعب ، بل إنهم يريدون بقاء الوضع على ما هو عليه، لأن الفوضى والضعف هما سر بقائهم.


لقد آن الأوان لنسف هذه الأكذوبة. الوطن ليس للجميع ، الوطن اليوم ملكٌ لعصابة تحكم باسم الثورة والوطنية، بينما تترك الشعب في القاع.


لا وطن يُجاع فيه الشريف ويُغنى فيه اللص.


لا وطن يُهمّش فيه الكادح ويُحتفى فيه بالسارق.


الوطن الحقيقي يُبنى بالعدل، لا بالشعارات.


فإما وطنٌ يتسع للجميع بعدالة، أو فليصمتوا عن ترديد هذه الأكذوبة المقيتة ..


#علي_المسقعي