من زيارتي الأخيرة إلى منطقة باتيس ، وفي منتصف الليل ، والسواد الدامس يكسو سماء المدينة ، خاصة مع إنطفاءات الكهرباء المتواصلة ، ومع بدء السكينة والهدوء لحركة الناس ، تفاجئت بعودة ظاهرة إطلاق الأعيرة النارية في أحد مناسبات الأفراح ، بشكل مخيف ومزعج لأهالي المنطقة ، لدرجة إني كنت أظن إن في اشتباكات طارئة في المنطقة لا سمح الله ، لولا إن أحد الجيران أخبرني ، بأن هناك عرس في المنطقة ٠
تسألت ما سر عودة ظاهرة إطلاق الاعيرة النارية في المنطقة ؟!
رغم إنها قد اختفت من سابق بتعليمات العميد الشهيد الراحل عبد اللطيف السيد ، طيب الله ثراه ٠
وتأسفت والله وأنا أشاهد السماء وهي تضيء من الإسراف المادي والمعنوي لتلك الرصاصات التي أسعارها تهدر بأمولا طائلة ، هناك من الفقراء من هم بحاجة ماسة للقيمة المالية من ثمن تلك الرصاصات مع الظروف المعيشية الصعبة لأهالي المنطقة ، ناهيك عن الرصاص الراجع من تلك الأعيرة النارية المميتة على سكان المنطقة ، والمناطق المحيطة بها ، خاصة والناس هذه الأيام ، تفترش أسطح منازلها للنوم ، من الحر الشديد ، من انقطاعات الكهرباء المتكررة٠
فلا خير من تلك المعسكرات والقوات الأمنية والعسكرية ، إذا لم يكن لهم موقف رادع من منع هذه الظاهرة ، لكونها تشكل خطورة بالغة على أمن واستقرار المجتمع ٠
ولا أدري هل تفشي هذه الظاهرة وعودتها في منطقة باتيس فقط ، ! أما إنها قد تجاوزت مناطق آخرى في المحافظة ٠
فهل من خطوات ومعالجات وضوابط لمنع هذه الظاهرة بعجالة ؟!
خاصة ومنطقة باتيس من أبنائها مدير عام المديرية الأستاذ مازن بالليل اليوسفي ، المشهود له بالخير والصلاح كما عهدناه ، والقائد الفذ حيدرة السيد شقيق الشهيد الراحل عبد اللطيف السيد رحمة الله عليه ، والعميد عبد الرحمن الشنيني قائد مكافحة الارهاب ، ناهيك عن قيادات المعسكرات من ألوية المحيطة بالمنطقة من العمالقة وبعض المعسكرات ، فمن العيب والله أن تستمر هذه الظاهرة، وباتيس فيها كل هؤلاء ممن ذكرتهم ٠
فخيركم خيركم لأهله
وهذه منطقتكم ، والضحية من هذه الظاهرة هم أهلكم
فمن لم يمت بالسيف ، مات بغيره
فنتمنى أن لا عودة لتلك الظاهرة ، فالراجع من الرصاص مميت ، وكلكم راع ، وكلكم مسؤول عن رعيته
