في ظل ما نعيشه اليوم من أزمة تعصف أوزارها على محيطنا، لا نترحم على مسؤول سابق ولا نمجد مسؤول حاضر. لا بريء من ما يحدث اليوم غير حكومة وضعت أول لبناتها على الفساد، وبنت منظومتها على الفشل المتعمد الذي وجد حصاده اليوم.
ما نشهده في الساحة السياسية هو صراع داخلي له تبعاته ورجاله الذين كان لهم دور كبير في فشل الخدمات العامة، عدم استقرار الوضع الأمني، وتمزيق الاقتصاد المحلي.
الآن نجد من يحاولون تصدر المشهد السياسي لإثبات فشل الطرف الآخر، بينما واقع الأمر، إذا نظرنا له من جوانب مختلفة، نرى أن المخلوع وزبانيته كانوا البنة الأساسية في ما وصل إليه الوطن اليوم من إشعال الصراعات.
قامت دولة اليمن على مبدأ تقاسم النفوذ بين الأطراف الحاكمة، ولم يكن للنظام والقانون اعتبار. تهيأت لعفاش المقومات والأسس ليجعل اليمن دولة مركزية واقتصادية بلا منافس. وقد استقر الجنوب له بعد حرب 90، كان بإمكانه أرسى قواعد الاستقرار، وأجزم أنه لن يخرج شخص عن مسار حكمه.
لكن الذي اتضح عكس ذلك تمامًا، من التآمر والتهميش والإقصاء المتعمد للمناطق الجنوبية وحتى على المناطق الشمالية، الذي أدخل الحوثي إلى صنعاء كصفعة لبعض الأحزاب السياسية، معلنًا انقلابًا على الدولة.
ولكن "ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله"..!!
