في زمن تولي فيه الرويبضات لدينا، وفي زمن سطوة الدينار ومشتقاته المليونية والمليارية، وفي زمن اغتصبت فيه الحقيقة ،وهتك عرض الذمة والمبدأ، لم أستغرب من تلك الحملة الفاجرة التي يتعرض لها الرمز الوطني فارس الميادين وليث النزال الفريق الركن محمود احمد سالم الصبيحي.
في الستينات والسبعينيات، والثمانينيات والتسعينات ودواوينها الشهيرة هي من تشرح مواقفك البطوليه، حينما كان أغلبهم هولاء الرعاع وعناتره زمننا وقتها أطفالاً يحملون رضّاعاتهم ويمصون أصابعهم، الآن وفي غفلة من الزمن أصبحوا ثوار وابطال، وكتاب ونشطاء، فجأة، فتجنوا عليك واتهموك زوراً وبهتاناً، فلا تستغرب أيها الأسد المهاب، فنحن باختصار في زمن أغبر، نتن، اختلطت فيه المفاهيم، وزوّرت فيه الحقائق، زمن تحكمه المصالح لا المبادئ، زمن اصبح فيه للقطط والكلاب مخالب وانياب....زمنً عجيب وغريب تطاول فيه اولئك الطراطير والسكارئ والمحبيبن على هامات وقامات وطنيه خط التاريخ مواقفها البطولية بأحرف من دمائهم الزكية.
انظر، إنهم يختلفون في كل شيء إلا في الإساءة إلى شخصك، في الأمس دارت بينهم معركة البسوس في افتتاحيات صفحاتهم، وتراشق كتّابهم، فنشروا غسيل بعضهم على الملأ، وأعطونا خلال خلافهم دروسا عن أخلاقيات العوالم، حينها قلنا إنهم لن يتفقوا أبداً، وإن العداء بينهم بلغ مداه واستفحل، لكنهم اليوم اتفقوا عليك، كونك، ومن هم على شاكلتك من رجالات الوطن وأحرار الشعب ، ترعبونهم، وترهبونهم، وتزعجونهم، بل تقتلونهم، فأنتم رأس رمح موغر في صدور أحلامهم للانقضاض والاستحواذ على كل شيء في هذا الوطن.
ايها القائد الهمام والجبل الشامخ الثابت أمام كل تلك الهرقلات الاعلامية التي يقومون بها والتي تعبر عن مدى الحقد والغل والضغينة في قلوبهم ولست انتقاداً، بل فُجور في الخصومة يتجلى فيه فقدان الحد الأدنى من مفهوم الرجولة وأخلاق الفرسان.
تطاول الأقزام على تاريخك وبطولاتك، وسلّ سيوفهم للنيل منك، وفتحوا عليك النار من كل اتجاه، وسخّروا صفحاتهم في وسائل التواصل الاجتماعي ظناً بانهم قادرين على تشويه صورتك، بل لا أبالغ إذا قلت بان جهات رسمية شاركتهم وتواطأت معهم، لكنك بقيت شامخاً كالجبل الأصم، إن وقعوا عليك آذيتهم، وإن وقعت عليهم طحنتهم.
لكن المؤلم في الأمر أن الكثير من الأقلام التي توقعنا منها أن تصرخ بالحق، وبعض الصحف التي تأملنا فيها خيراً، صمتت فجأة، بل إن بعضها غمز ولمز ضدك، لأسباب لم تعد خافية على العارفين ببواطن الأمور، أما نحن فلا يوجد في أجندتنا حسابات الربح والخسارة والتزلق لدى أصحاب النفوذ وأولياء النعم، فدافعنا عنك، وسنظل كذلك، لأننا اخترنا طريق الحق الذي اختزله تاريخ الفريق الركن محمود الصبيحي لا شخصه، فلسنا من عبّادي الشخوص.
لن يذكرنا التاريخ ايها القائد الصنديد، ولن يذكرهم أيضا، لكن التاريخ هو الذي سيكتب ولو بعد مئات السنين، سيذكر رغماً عنهم ان الفريق الركن محمود الصبيحي في فصل رجالات الدولة، دونت بطولاته ووطنيته ونزاهته في دواوين بأحرف من ذهب، فالمواقف والمبادئ وحدها هي من تصنع تاريخ الرجال والدول.
لقد صدق المتنبي حين قال:
وإذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الاجسام.
فإذا وضعنا شخصية الفريق الركن محمود الصبيحي المميزة وهذه الملامح وهذه التصرفات في مواجهة تصرفات خليط من الأمعات وتلك العبارات الساقطة وتلك الألفاظ السوقية التي يظهرون بها فسيسهل علينا الوصول الى نتيجة مرداها أن الصغار يظلون صغاراً حتى لو جعلوا أعلى أبراج العالم عكازات لهم والقبيحين يظلون كذلك حتى لو جمعوا لهم كل قنوات العالم الفضائية وخبراء التجميل لتحسين صورهم والرخيصين يظلون رخيصين حتى لو صبت في جيوبهم كل كنوز العالم فضلا عن خزائن البعض وما كسبوه من مال حرام والجبناء يبقون ضعفاء حتى ولو منحوا أسلحة القوى العظمى ودعم سفرائهاأجمعين .. أجل سيظلون صغاراً قبيحين أقزاماً ضعفاء مذمومين لأنهم يرؤن في أنفسهم بأنهم صفوة الله في الارض .. سيظل الكبار كباراً أقوياء ممدوحين حتى وأن خرجوا من وسط النيران محترقة جلودهم ولكن ملتهبة عقولهم طاهرة أخلاقهم رفيعة كلماتهم لأن حقائقهم خالطت قلوبهم ولم يخدعوا الناس بمظاهرهم كما يفعل أولئك الاقزام .
فحسبكمو هذا التفاوت بيننا
وكل إناء بالذي فيه ينضح.
ايها المارقون يامن أسرفتم في الهجوم والتطاول والإساءة ومحاولة التشويه والتشهير برموز الصبيحة وأبطالها ،انكم حقراء جبناء سيلعنكم التاريخ وسيعلن الأجيال اعمالكم الصبيانية التي تقوموا بها ضد هامات وقامات وطنيه وبطولية كأمثال الفريق الركن محمود الصبيحي ،ذلك الرجل الغني عن التعريف.